اكستراس




في كلية العلوم في العاصمة...مكان الصلاة جميل..بسيط...حصير مفروش في الممر ...لم احب النهوض بعد التحية ليس فقط لتأمل بناية الكلية الجميلة و النظيفة بل لتأمل الحديقة الجميلة الموازية للممرات ذكرتني على بساطتها بالحمراء...زاد اطمئناني ما اراه من الشباب الملتزم القائم بشؤون الطلبة...عجيب كيف ان كليات العلوم عندنا يغلب فيها طابع الالتزام بينما يغلب طابع الالحاد على كليات الآداب و العلوم الانسانية ..عكس نظرائها من كليات العلوم في الغرب و كليات الآداب...مع ما تلح على اذاعته الدوائر الأكاديمية و الفلاسفة قديما من ان الاسلام دين ادبي و معجزاته ادبية و انه يستولي على اتباعه فقط حين يكونون محبين للخيال و بعيدين عن البرهان المجرد و الحقائق العلمية الموضوعية ..الا يكفي هذا دليلا من دلائل شيخنا المقدسي في ان الاسلام دين عملي يعطيك فقط ما تحتاجه مما يوافق مسيرتك الكونية بلا تفريط و لا افراط؟؟؟؟ فكلما نزعت نفسك الى العلمية و الموضوعية و الواقعية و البعد عن المجازفة و المبالغة و التعميم الا ووجدت الاسلام اقرب اليك؟؟؟
هذا جعلني أفكر أثناء الجلسة اللذيذة في يومية اليقين و الصبر مرة اخرى ...قديما كنت امر على تفسيرات السلف لمثل آية عرض الأمانة و مثل آية الباقيات الصالحات...... و قولهم في الأمانة...و قولهم في الحكمة ...فاجد ائمة الصحابة يفسرونها بأنها لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، والله أكبر، والحمد لله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله او انها السنة او امثال ذلك....فأقول في نفسي: هذه كلمات...مجرد كلمات...جوست ا ووردز..لا معنى لأن تقارن باشياء مادية و براهين عقلية تؤدي الى اجوبة الأشياء...فالكلمات ليست الا انشاءا...و اقول افضل قول من قال انها العقل من المتأخرين ... و احسب القائلين في نفسي من الصحابة مبالغين يحاولون فقط ان يثبتوا قيمة التعبدات الدينية في نفوس الناس و ان كانت هذه لا تعلل حسب ما استقر في نفسي من مذاهب متأخري الأصوليين... و لم اكن اعلم انه يلزمني ان اموت اكثر من مرة لكي ادرك بعض ما ادركوه من قيمة و قوة و حسم الكلمة الطيبة...و جوامعها...و كيف تنزل في جذور قلوب الرجال و تنزع منها و اثر كل ذلك في افادة العلم و البرهان و اليقين...و الصبر