الجمعة، 3 يناير 2014

التوبة الديموقراطية و التوبة الالهية..رد على مقال عمرو حمزاوي


انزل الدكتور حمزاوي مقالا في الشروق يبدو فاتحة خير لفتح كشف حساب سريع و بناء مصالحة عميقة طرح فيه اسئلة سريعة تساعد للوصول الى مخرج للازمة طرحها بدون مقدمات فيما يبدو احساسا منه بنفاذ الوقت قبل ان تحل الكارثة بمصر ..لهذا سنحاول الاجابة بنفس الطريقة راجين ان يوفق و يستمع له اذ صمت الاذان عنه حين طلبها من الجميع قبل كسر الصندوق

 1-يكفي جوابا عن هذا ان المقابلين لكم من الجماعات الجهادية التي تكفر بالديموقراطية و التداول السلمي للسلطة تكفر الاخوان او.تكاد لتبنيهم المنهج السلمي للتغيير و هي اصلا جماعات في الغالب اعضاؤها كانوا من الاخوان و يعلمون باطنهم قبل ظاهرهم و لو علموا عنهم استبطانهم نفس منهجهم العنفي التكفيري لما هاجموهم حتى وصل الامر للاغتيال احيانا..و ان احتج احد بان منهج الاخوان لو لم يكن عنفيا لما خرج من رحمها هؤلاء لقلنا نفس الامر ينطبق على الخوارج اللذين خرجوا من رحم جيش علي و الالوية الحمر اللذين خرجوا من رحم الحركة الشيوعية الطوباوية ..و المتطرفين السيخ الذين خرجوا من حركة قامت اساسا من اجل السلام بل النازية التي خرجت من رحم الحركة الوضعية النيتشوية..
2- الجواب ان اللذي يبدو في الواقع ان الانقلاب و استبداده اعطى قبلة الحياة للاخوان فالان تبدو شعبيتهم بدأت تنتعش بعد ان بدأ الناس يرون ان عهدهم كان اكثر حرية و اقل فسادا و ان من بعدهم اتى باضعاف اضعاق ما استنكر عليهم وهو ما اثبتته مراكز استطلاعات الراي المستقلة كمركز الزغبي..فلو كان خصومهم التزموا المسار الديموقراطي و اجبروا الاخوان بضغط شعبي على انتخابات مبكرة ربما الان كنا نضحك على الاخوان في سجون كراسي المعارضة البرلمانية
3- و هذا جواب السؤؤال الثالت ان تعصب الاخوان و عنادهم و غرورهم بعد ان رأوا حصولهم على الاغلبية اعماهم عن رؤية خصوصية المراحل الانتقالية التي لا يمكن تسويتها بمجرد الاغلبية و لو كانت مطلقة..لكثرة ألاطماع و النفوس الهائجة في فترة ما بعد الثورات تحتاج سياسة تأليف قلوب المؤلفة قلوبهم بالتوافق و المشاركة لا تنفيرها بالمغالبة..حتى اضطرت اليسار العلماني للتحالف مع الفلول و الثورة المضادة و كثرت عليها الاعداء ما خفض شعبيتها كثيرا. مما لو كانت اقيمت انتخابات مبكرة انذاك لكان ربما الحل السياسي لا الانقلابي هو ما كان سيعني نهاية الاخوان ...و ان كان الحق انهم تعرضوا ايضا قي هذه الفترة لتشويه قوي كفرية استخدام القوة المفرطة مع ان الداخلية اعترفت مرات و مرات بانها لم تكن تعمل تحت امرته..و غيرها من التشويهات التي قبلتها المعارضة رغم تهافتها فقط لازاحتهم من السلطة..
4- و هذا يجيب عن السؤال الرابع..من ان فعلا نقطة ضعف الاخوان هو تعصبهم الداخلي و تحركهم كجماعة لا كرجال دولة ..لم يستطيعوا ان يستوعبوا كل فصائل المجتمع كما فعل النبي حين وصل للمدينة و بقي يتفاوض لشهور مع وثنييها و يهودها و نصاراها و منافقيها حتى وصلوا لعقد اجتماعي توافقي..و ان كان من التدليس القول ان الاخوان استهدفوا هوية الدولة فان كان الاستناد الى الشريعة تؤيده الاغلبية على مر العصور في مصر فلا شك ان المستهدف للهوية ان شئنا مثل هذه الاتهامات هم من يريد استيراد نماذج علمانية صرفة اشتراكية او ليبرالية خارجة عن المنظومة الثقافية التاريخية لهذه البلاد
5- و هذا يقود الى ان فعلا الاخوان بدؤوا مرحلة النقد الذاني و اصدروا بيانات يعترفون بهذه الاخطاء التي يذكرها حمزاوي بالفاظها..و كانه من كتب لهم هذه البيانات..لكن الخطا الاكبر الذي لم يعترفوا به بعد هو البناء الاستبدادي داخلهم و ان كان امرا يخصهم و موجود اكثر في خصومهم اللذين لم يعترفوا لحد الان لا بخظئهم في محاولة فرض راي الاقلية في مسالة الشريعة و لا سلوكهم جميع وسائل الشيطنة و التشويه و عرقلة الاصلاح للوصول للسلطة بما فيها التحالف مع الفلول..و لا استدعاء للعسكر و لا تجويز كسر الصندوق بالانقلابات و لا تجويز فض الاعتصامات المليونية بالقوة و لا تجويزهم الدساتير المعينة بعد ان كانوا يعيبون دستور الاغلبية. فبلا شك يمكن ان يتذرع الاخوان ان كل ما اتوا به من اخطاء اتى به خصومهم من بعدهم بنفس الاخطاء و باضعاف مضاعفة ...لكن فليتذكر الاخوان ان عجلة التطور بين اصبعي الرحمن و ان من يستنكف عن عبادته باصلاح استبداده بغض النظر عن غيره مهدد بالاستبدال كما استبدل اللذين من قبلهم ..و ارض الفراعنة الالهة خير شاهد..السلام عليكم