الجمعة، 20 سبتمبر 2013

يوميات حائك - اكستراس : الهرم الالحادي

                                                      اكستراس


الحاجة الى الخضوع و التعبد و الدخول في السلم و السلام الداخلي و الخارجي و هي المعاني الجامعة لكلمة الاسلام , هي الحاجة المعيار التي ينقسم بسببها الملحدون الى أصناف بعضها أعلى من بعض  ..فهناك من الملحدين من لا يعرف و لايحس بهذه الحاجة الفطرية لوجود حجب نفسية أنانية في الغالب تمنعه رؤيتها في نفسه و يعتقد وعيا او لاوعيا بامكانية ان يكون غنيا بنفسه فليس من مخلوق اضل منه , الهه نفسه اذ اتخذ الهه هواه ...هناك اصناف اخرى من الملحدين اكثر تحررا من نفسه يحس بهذه الحاجة الفطرية من هذا و علم نقصه و فقره و حاجته و لكنه لا يحب اليقين بالغيب و لا الصبر على العاجلة فيعتقد الغنى و الكفاية في أعجل المحطات اليه من نفس القوى الطبيعية الغامضة الاقرب اليه و المماثلة له و النفس تحن الى مثيلها فيلجأ اليها و لجوءه ليس الاعبادة مع انها من مرتبته يراها خاضعة كخضوعها لا تملك له ضرا و لا نفعا بمشيئتها..وهناك صنف اكثر تحررا من هؤلاء جميعا و يعلم هذه الحاجة و حتميتها و يعلم نقص نفسه و فاقتها و يعلم  ان لاملجأ الى ما في الطبيعة الا الى من هو خارجها و الى من هو اعلى من جميع ظواهرها لكونها مثله مطبوعة على النقص و الفاقة و الحاجة فيلجأ الى حل اكبر وهو محاولة تجاوز فاقته و حاجته بنفسه و اخراج الغنى من فقره وحده و الاستعانة بنفسه على تجاوز نفسه و تأليه الناقص باتخاذه و معاملته معاملة الكامل و بالتالي معاندة هذا العلي و تحديه و المنافقة التامة في ذلك و سد كل الطرق اليه و السعي الى الاستقلال عنه و مغالبة الحاجة و الحتمية اليه و ايلاءه و هدايته المحتملة سواء في قوانينه الطبيعية او الشرعية الظهر كرد على ما يعتقده هو من ان هذا العلي اولاه الظهر بالزامه صفة النقص و الذل و الفقر و الحاجة الناتجة عما ركبه فيه من الظلم و الجهل من عدم القدرة على معرفة كل شيء و الاحاطة بكل شيء و لسان حاله : بما أغويتني لأجعلنها جنتي و ناري و مملكتي و أعلن استقلال أرضي عن سمائي ...و هناك صنف من الملحدين اكثر تحررا من كل هؤلاء يقر بالحاجة و يقر بحتميتها و يقر بتوحيد القصد و الطلب و اللجوء و الخضوع فقط الى من هو خارج كل هذا الوجود الناقص و يصدق مع نفسه اذ يعلم لنفسه قدرها و يعلم احاطة العلي و قهره للعالم الذي يدور بين ان يكون خيالا خلقه الملحد او حقيقة خلقها العلي فلا مهرب منه اذن الا اليه و لا حل الا اللجوء والاستقواء  و الاستعاذة  برحمته من غضبه و بمعافاته من عقوبته  و به منه لا ملجأ منه الا اليه  ... و يسعى لهدايته لمعرفة اصل كيفية طريق انزال هذا اللجوء بين الغلو و الافراط في هذه الحقيقة المخلوقة خارجه و لكن لايجد اليه سبيلا...ثم اعلى اصناف الملحدين من علم الحاجة من نفسه ووقف عليها ووقف على حتميتها ووقف على لزومها لكل الوجود المماثل له و وقف على حتمبة اللحوء و الخضوع لمن هو وراء كل شيء و علم حتمية وجود الاتصال و استفرغ جهده حتى وجد مادته بحسب حاجته و طاقته و قدرته لايكلف الانفسه و لايكلف نفسا الاوسعها ..و علم أن منها داءها و دواءها ..و انما الشأن شأنها , ان احسن فانما احسن اليها و ان أساء فلها, فيقارعها و يواجهها بدل مواجهة غيرها , و يقهرها و يطويها حتى يغلبها و يغالب بخيرها شرها و يستعين لاخضاعها بخيرها على شرها و زكاتها على دسيستها و بها عليها ..فترتبط  فيورثه تحقيق الخضوع و التعبد و بالتالي الدخول في السلم و السلام الداخلي و الخارجي و المنظمة لفوضى حركتها بتنظيم سيره سيرا غير منبت المتسقة حركة و  الجماعات الانسانية  تحقق التدافع بأعلى درجات السلمية الممكنة و بأقل الخسائر العنفية الممكنة تغليا لأكثر قدر من الرحمة على الغضب ...فيتطور نحو تحقق ربانيته بدفع بين ما في الناقص على الناقص بتوحيد الاستعانة و التوكل و الطلب و اللجوء و الاستعاذة  في ذلك  بدفع ما بالكامل على الكامل  في معراج تنفتح فيه شيئا فشيئا مع كل سمو الى قمة الهرم  العين التي تسعى  في تناغم مع العيون الأخرى المتعايشة لتتغلب على نقطها العمياء التي تفرض عليها الشك الابراهيمي لوجود العمى داخل الابصار و الشك داخل اليقين و السواد داخل البياض و الفوضى داخل النظام و المحاكاة داخل الواقع ...لترى كل شيء من خلال رؤية خالق كل شيء تمهيدا للرؤية الموعودة التي تحيط من حقيقة الأعلى في يومه اللاحق بقدر حريتها الفردية الجماعية في ابصار آياته التي أتته في يومه السابق...  الحرية المسؤولة المنعوتة بالحنيفية السمحة و التي يجب ان يتحقق بها و يرى اثارها على الفرد و المجتمع في كل علاقاته يوميا و معاشا وواقعا و تواصلا و مدافعة و مغالبة لا احلاما و فانتازيا و انعزالا و رهبانية   ..
تجدر الاشارة ان هذه المراتب منتشرة بين رافعي شعار الايمان و الكفر بحسب تمازج الاحوال و الايام و تعاقبها حتى لايستغني احد عن طلب الهداية و لا ادعاء امتلاك الحق و بالتالي انه قادر على هداية من يحب فالنفاق لن ينمحي الابطلوع الشمس من مغربها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق