السبت، 7 سبتمبر 2013

VII - يوميات حائك : اندبندنز داي: يوم الخلاص

"الحرية آخر مقامات العارف"
أبو القاسم الجنيد



اندبندنز داي : يوم الخلاص





مرة أخرى ...نوبات الأرق هذه لا تريد مغادرتي مع نوبات الاخفاقات و الاحباطات في المشهد الشرقي, أحس أن الفجر لن ينبثق أبدا مع انه لم تبق الا سويعات على الشروق, استيئاس و قنوط غامر و ظن بالكذب في الوعد الضاحك المبتسم بقرب الفرج , بعد سير غير منبت نقطة بدايته كانت كنقطة بدايات الماراتونات , تتلفت يمينا و شمالا في كثبان الرمال النيتشوية في صحراء الوجود فلاتجد الا افرادا شذاذا نزاعين من قبائل فكرية شتى ,يزيد احساسك بالغربة مع تأملك الرمال فلا تكاد ترى اثار اقدام الا واعتراك احساس شبيه بما يجد المكتشف لأقدام الغول ذو القدم الكبيرة , يعتليك ضيق صدر و عطش مهلك من وحدة جافة محرقة ولدت من هذه الأخلاط بقدر اعتلاءك درج الهرم فلا ترى جلساء كانوا قاعدين معك في قواعده الا قليلا تجعلك تخنقك بسؤال واحد كلما جن الليل بكواكبه و نجومه , ألا ايها الليل الطويل ألا انجل...
هروبي النمطي من هذا ضيق هذا السؤال شأن كل من تلبس به في تاريخ البشر لم يكن الا لغار نمطي في ايامنا , التجائي الى التلفاز وفر لي حظين احدهما جيد و الآخر سيء: الأول اني صادفت حلقة من برنامج "وثائقيات تي في" على القناة الثانية الاسبانية حول فلسفة بناء الأهرامات , تتقدم بنظرة علمية جديدة غير النظرة الكلاسيكة المسيطرة على علوم المصريات و الآثار, الحظ السيء ان البرنامج يلفظ انفاسه الأخيرة ,ماحال دون ان ينمحي كل الضيق, فكرت في زيادة الجرعة بشيء ما و فتحت الاكس بوكس على لعبة "عقد الحشاشين " فلربما تتم تسليتي باخراج الشاب كونور من ضيق مأزقه بين الخيانات و التعصبات التي ملأت مشهد الحل في الثورة الأمريكية للوصول مع عباقرة الآباء المؤسسين الى جواب سؤال ديزموند.. تخترق سمعي كلمات المقدم في خاتمة البرنامج الاسباني عن برج بابل و اهراماتها و عن هرمس مع ظهور جورج واشنطن يشرح مخاطر الدخول في حرب اهلية:
"لا وجود مطلق, بل الكل ممكن"
لا أتبين العلاقة بين كلام البرنامج عن هرمس و بين اهرامات مصر , و كيف يمكن ان تكون هناك روايات تفيد انها كانت بنايات بنيت لمحاكاة الحياة و تقديم الامتحان الهرمسي للوصول للكمال , و كيف أن اثار هذه الشخصية اللغز منتشرة في اصقاع الأرض في أدبيات شعوب العالم القديم جميعا, و لا حتى اتبين علاقة كل ذلك بما يتكلمون فيه عن نص لوحه الزمردي : 

: "إذا كان الأعلى من الأسفل والأسفل من الأعلى، عمل العجائب من واحد، كما كانت الأشياء كلها من واحد. وأبوه الشمس وأمه القمر، حملته الأرض في بطنها وغذته الريح في بطنها نارًا صارت أرضًا. أغذوا الأرض من اللطيف بقوة القوى، يصعد من الأرض إلى السماء، فيكون مسلطًا على الأعلى والأسفل."
يبدو لي اني سمعت معاني هذه اللوحة من قبل كثيرا, رغم اني اول مرة اسمعها ..هذه الاستشهاد بمظاهر الحركة الخارجية الكونية وربطها علوا و نزولا بمظاهر الحركة الداخلية النفسية في دائرة مرتبطة بمرجعية و جعل هذه الدائرة الانسجامية نحو النفس الانسانية هي الحل لكل اسرار الكون و معضلاته في السعي الى الكمال , هناك تشابه ديجافو هنا خلق في هوسا فجأة انساني هوسي بذلك السؤال المحبط المضيق للصدر, تركت التلفاز و هرعت الى النت بحثا عن تفاصيل تحت وقع نغمات السمفونية التي تعلن نهاية البرنامج التلفزي و التي كانت كلماتها اعلانا لبداية التمرد الكفري بطاغوت الأحبار و الرهبان في الغرب الأوروبي المليء بالتوحيديين و ملجأ البذرات الفرسانية الهيكلية الأولى لخلايا أنوار السلوك الألوميناتي المحتضنة لبقايا خميرة الفيثاغوريين الذين وقعت لهم في تلك الأزمنة الغابرة من شيعة الصابئة الهرامسة لتنطلق معها لمحاولة خطف ثورة فطرية كبرى أو على الأقل قرصنتها ...

اوه يا الهة الحظ 
أنت كما القمر 
متغيرة الحال
دائما ما تكبرين 
أو تنقصين
يالهذه الحياة التعيسة
تقمعين اولا
بعدها تريحين
تلعبين بروحي
الفقر كماالسلطة
تذيبينهما كما لو كانا ثلجا

أحتاج تواصلا...احتاج احدا يحس بما احس أبه و أكلم نفسي في شخصه , احدا في هذا الباب من هذه الصحراء الجحود الصماء يفهم هذا على تعبير ابن رجب ,شخصا من اولئك القلة ذات الندرة الذين يبقون من غربلة الحوادث في سنين عيشك في مثل ندرة ذهب مستكشفي الذهب او مستكشفي مضاد المادة في تدفقات انهار السماء و الآرض في جبال الأنديز, طاقتهم المظلمة  قوية و طاغية تقوي من أثر القوة الخامسة فيما تمسهم بهم و نورهم من ايمانهم بالقدر و كارب دييم يسعى بين أيديهم يذكرهم بخلق الظلمات كما النور فيضعون كلا منها في موضعها فاذا هم مبصرون , شخصا يفهم كيف تتعاون المتناقضات , ليكون الصمات كلاما، والجواب إمساكا, لا يدع تضاعيف الخطأ تتراكم بخرق حجاب الستر على ما لا تطيقه عقول الناس من احاديث الفتنة المطابقة للحق , بل يحيل الناس على شيءٍ في رأسه، يتقاتلون على فهمه يراه الصادقون غموضا و يحلف المنافقون انه منهم و ما هو بمنهم...و لتعلمن نبأه بعد حين 
بين البحث في النت و في ارقام الهاتف كباحث بشعلته في الطرقات بين الناس عن انسان , لا اعلم لماذا تركت اختياري اول رقم لاكلمه لصدفة القدر... ...
- من الثقيل ؟؟..
-أنا يا بامبو...عندي نص حيرني ..
- خفض الموسيقى ياعم لا استطيع الكلام في الهاتف...انظر يا وجه النحس..انا الآن على وشك تعليق فتاتين معا و انت تهاتفني للكلام عن وساوسك؟؟
- اصبر علي فقط, النص من نصوص الالوميناتي الخطيرة ...
- ممم ...طيب لو كان كذلك انطلق ...حاضر انا راجع دقيقة فقط
لشعوري بأني اكلم الشخص الغير المناسب تلوت النص بسرعة فقط لاغلق المكالمة و اغلاق كل الموضوع معه 
- ما رأيك؟ يذكرني النص بكلام لعالم ما او فقيه ما لكن لا اقع عليه..
- أنا ايضا هذا الكلام يبدو لي مألوفا لكن نصيحة مني حتى أراك غدا, لا تبحث في كلام اناس يتقاتلون بيزنطيا في جواز شرب الخمر للعطشان في الصحراء و كأنه مرتع للحانات بدل الواحات فهذا الكلام كبير عليهم..يلا باي يا ثقيل..

النتيجة التي كنت اتوقعها من سليط اللسان هذا , فلي مدة طويلة لم اتواصل فيها مع احد من اولئك الغرباء القلة , لدي هاتف واحد منهم ممن كنت ادخره لوقت شدة , لم اكلمه قط فكيف اتصل به الآن ؟؟ مع انه ما قد يشجعني أني لم اكلم احدا من هؤلاء الا و مر الأمر و كأننا نعرف بعضنا من قديم ...
- السلام عليكم , من معي؟
- أنا ديوجين يا سيف
- لحظة أرجوك ...لا يوجد كمامات اخرى؟؟؟ 
- هل اتصلت في وقت غير مناسب
- أظنني عرفتك ..اخيرا قررت ..فقط المشكلة انه لدي حالة مستعجلة و انت تعرف قدرك عندي..اامر يا حبيب
- نعم .و لا حاجة لي للتعبير بالمثل..لدي نص شبه لي و اريد ان اصلبه
أحسست مقارنة لحال نفسي به و أنا اتلو له النص بين الأصوات الآتية من الفوضى التي هو منغمس فيها و كأني مثل ذاك المتغرب الذي كان في العبادة يلعب حتى ما اكملت تلاوة النص الا بشق النفس
- ... لا اصدق انك لم تتنبه لشبيه هذا النص ياعزيزي ديوجين وكلفك كل هذا...
- يعني لن تخبرني
- طبعا لا..يجب ان تجده بنفسك كما اقفلت باب الناس بوجهي مرة حتى وجدت العتبة بنفسي, لدي رقمك الآن سأكلمك لا حقا..
دش بارد..على الأقل تأكدت أني لاأتوهم الشبه..فالأخبار عن هذه الشخصية القديمة قدم الانسان حتى ان شعوب العالم القديم على اختلافها في تأليهها كما حكاه ابن عباس من عادة البشر بعد الطوفان من عبادة اباءهم و صالحيهم مع الوقت و هو ما اكده علم الاجناس الحديث , لكن هذه الشعوب تتفق في رواياتها التي يكاد يكون من المستحيل التحقق منها لاختلاطها باساطيرها التأليهية , على وصفه بنفس الصفات تقريبا من انه اول من اتخذ اللباس من جلود الحيوانات و اول من استخدم الكيمياء و اول من ابتدع الخط و اول من نظر في النجوم و الفلك في اوليات غريبة, فضلا عن وصفهم له جميعا بأنه من اوائل رسل الرب الأعلى زيوس او اله الشمس او ما كان, تجدها في وصفه في برديات الفراعنة يخط و يحسب في محكمة الموتى التي رفع اليها في السماء , وصولا الى وصفه في الموروثات السنسكريتية القديمة كاول كاتب من ابين ابناء كيومرت او ادم كما يسمونه مرورا باليونانيين الذين الهه اخرهم و نسب اليه متقدموهم الحكمة التي وصلت الى الفلاسفة الأيونيين الأوائل من بابل و تؤيده الكشوفات الحديثة التي وجدت بين المنطقتين ادلة واضحة ليس اقلها نظرية المثلثات المتوارثة على الحجر مع ما هو معروف عن رحلات فيثاغورس صاحب نفس الفلسفة الهرمسية الى هذه المنطقة ...فضلا عن توارد مؤرخي الفلسفة اليونانية الأوائل من المسلمين و اهل الكتاب على تاكيد هذه العلاقة و التعظيم الذي كان يكنه هؤلاء لهم و لعلومهم التي ورثتها الصابئة المنتشرون في بلاد الاسلام و المنتسبون الى ادريس رغم ان تحريفاتهم عليه في نفي الحاجة للنبوة الملزمة شبيهة بنفي المجوس البوذيين للحاجة للاله في الطور الأخير لتطور البوذية المتطورة بدورها عن الهندوسية,رغم هذه التحريفات فما زال كثير منهم يقر بنبوة كثير من الأنبياء و يجزمون ان اليونانيين انما اخذوا علومهم من هرامستهم الأنبياء كما يدعيه اليهود ايضا على اليونانيين , و هو ما كان يقول به طائفة من المتفلسفة و الحكماء و الطبيعيين المسلمين و يحكون عن فيثاغورس و سقراط و جالينوس الاقرار به ,كما نقله عنهم القفطي و ابن ابي صبيعة و جزم به كاتب رسائل ابن حيان و ابن تيمية بعد ان كان يميل اليه

قدر متوحش عبثي
يدور بحسب ارادتك
هذا حالك من الشر 
الصحة بلا قيمة
فدائما ما يمكن اهلاكها
حتى و انت مكسوفة و محتجبة
فانت تصيبينني بالهلع 
الآن في هذه اللعبة 
امضي بظهري عاريا 
بسبب نذالتك 



الجموع البشرية التي تدافعت بحثا في طبائعها و طبائع الكون و الفساد عن نظام يؤلف بين قلوبها و اجسامها , و تطورت على ما توارثته مما ادركته من كلام انبياءها في بناء هذا البناء الذي كلما نظروا اليه علموا انه ما زالت تنقصه لبنة او لبنات تكمله ليكون مخرجا للفرقان من العماء و الفرق من الجمع و الوحدة من الكثرة و السنة من الجماعة في وعاء وجودي متكامل يتأقلم مع اي نظام يوفر الرضا بحسب تقلب الدهر و مصالحه و يؤسس الفقه الفردي كما الجمعي بتوريث علم يتعلم فيه الجميع من الجميع فرب حامل فقه الى من هو أفقه منه و يبنى على ثلاث أسس :
1-
السنة و حق التدافع و التعبير بحسب النموذج الفرنسي يضمن عدم اندثار هذه القيم و ضمان الانكار و حق التعبير و التناصح و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بدرجات بحسب القدرة و العلم الفردي و الجماعي كمحرك آلي للتطور الاجتماعي بحيث تظهر التشريعات بطريقة طبيعية بآلية التدافع المستمدة من الطبيعة بتوافق مع ظهور الحاجات الواقعية
2- الأغلبيةاو الجماعة الدستورية بحسب النموذج الانجليزي تضمن السلمية بربط التدافع بسيادة القانون ما يؤدي الى تقليل خطر التشتت و خلق اكبر قدر من الانسجام السلمي المعالج الأكبر للامراض و الظواهر الاجتماعية الشاذة و بالتالي ضمان تقليل الخسائر من التدافع ما امكن 
3-والمرجعية بحسب النموذج الأمريكي التي تؤسس البناء كله على قيم خارجة عن الواقع الذهني اللغوي لكل البشر مما تضمن معه استقلالية هذه القيم الكونية كرسالة عالمية نحو الحرية و العدالة بضمان الكفر و الالحاد بكل طاغوت و نقض عبادة و عبودية اي فرد لفرد أخر من جهة الفردية و الطغيان البشري سواء في صورة استبداد الأقلية او الاغلبية و عدم انجراف الجميع نحو الابتعاد عن الاطار الطبيعي للفطرة الكونية الطبيعية بالتالي القضاء على امكانية ان تخدر الجماعة نفسها بنفسها و تخلق لنفسها واقعا بديلا غير واقعها و هذه هي النقطة السوداء في الأنظمة التمثيلية و معضلتها الزباء و داهيتها الدهياء و الاعتراف بالحاجة الى ربطها بالباطن الغيبي الصحيح و الحاجة الى الدرس الاخلاقي من موجود أعلى من الجميع هو الذي سيكون مفتاح نصر احدى المعسكرين الشرقي و الغربي المتنافسين , و من يصل بسلم الكلمة دون اكراه السيف و بقوة القانون دون قانون القوة الى نشر هذا الكساء المطهر فقد يصل لحمل شعلة توريث الأرض فهذه الثلاثة هي الضامنة بحسب مفهومي السنة و الجماعة لتصحيح التدافع الطاهر من نية العلو و الافساد في الأرض علوا فرعونيا مع الوقت اذ الأنانية الانسانية لن تنخفض ما لم تجد موجودا اعلى منها دائما حتى تقول ما علمت لكم من اله غيري ..وهي العلوم المبثوثة في سنن الأنبياء و بناءهم الذي بنوه القائم على ايجاد افراد ربانيين احرارا بالتعبير الهرمسي المحرف تنزيلا او تأويلا: الاله الفان, يكسب ربانيته من حريته و استقلاله من الخضوع و العبودية قلبا و لسانا و جوارحا لاي مرجعية احد مثله , لينتزع حريته بالتدافع خضوعا فقط لمن ليس كمثله شيء , محددا في سلم تدافعت فيه الأمم شرقا و غربا في الارض في ما انزل : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ .. فرتبها على قدر حريتها المتحصلة من خضوعها لمثلها...و الشرق ماض في انكار الأساسين الأولين و الاكتفاء بالأخير فقط بينما الغرب ماض في كفاحه لانكار الاساس الأخير و نزع يد العلي عن الأولين...و هو عمى من الاثنين منذر بقرب تطرق الفساد و الخراب الى هذا العالم و انذارا بخروج المهندس الطاغية الذي يقوم طغيانه على غياب العدل لغياب نموذج جامع لهذه الأسس ...وهدفه غلبة نظام محاكاة قريب للنظام الصحيح دون المرجعية و مغالب للمبدأ الطبيعي من استحالة ان ينجرف الانسان عن فطرته و واقعه ... مهندس لواقع بديل سيريد ان يستعبد البشر كلهم لواقعه بواقع بديل واقعي ناجح متماسك يكاد يكون موافقا للواقع الأصلي في كل شيء لا تنقصه الا الحاجة الى هذه المرجعية الأصلية ... ..في اكبر فتنة سيحذر منها رسل صاحب المرجعية الحقيقية الوحيدة الضامنة لحسن تعايش البشر....و لن يظهر اثر نقص هذه المرجعية الأصلية في عدم وصول هذا الواقع البديل الى النجاح الكامل الا بعد استعصاء منطقة التواصل الأخير لتلك المرجعية الأصلية بالأرض ...استعصاءها على سيطرته فيبدأ ظهور الفرقان و يسميه الناس : يوم الاستقلال


الحظ في الصحة و في الأخلاق
دائما ما يعاكسني
يدفعني و يثبطني
في استعباد دائم
بلا تأخير يضرب الأوتار الحساسة
لأن الحظ يسقط القوي
فلتبكوا جميعا معي


هذه المرجعية الفوقية المستلزمة للاتصال بين ما هو أعلى و ما هو أسفل , انزلت على شاب امي في غار اصطفي بين مئات المرشحين الذين كانوا متشربين بالتحنث بناءا لنفوسهم بالتحنف تمييزا ما امكنهم للعناصر البشرية التي خالطت هذه المرجعية الأصلية في الديانات و الرسائل السابقة من ديانة هرمس الى ديانة المسيح..المرجعية اللازمة لتوطيد ذلك النظام الديموقراطي الذي نشأ و تطور من اثينا الى الامبراطورية الرومانية الديموقراطية الحديثة و التي كانت قد انجرفت الى استبداد الأقلية باسم الأغلبية ..فكانوا جميعا مثل هذا الشاب متشوفون للوصول لحل لهذا الوضع المتأزم الذي اباد الحريات و الحقوق و اعدم حكم القانون و سيادته و نشر الظلم و الطغيان..لكنهم ايضا كانوا -على خلافه- ينتظرون شرف هذا الاتصال الخارجي و لم يحصل كثير منهم فيما يبدو ما حصله هو داخله من كمال صورة الأمانة السابقة في جذور قلوب الرجال على حصول الاتصال و التي ابت حملها كل عتاة البرمجيات التي لا يطيق هو نفسه لا خرقها و لا بلوغها طولا ..فحسدوا الفتى الأمين اذ لم ينالوا سعيه و لا أمانته و قال قائلهم لقد زرب ابن آمنة اذ قال ان لا نبي بعدي..تلك الامانة الناتجة عن التدافع الداخلي الجامعة لكل تلك لتلك القيم القائمة على الصدق و من النموذج الداخلي المنتظم تخرج لتنظم بالنظام و التقنين النموذج الخارجي منتجة نفس القيم الداخلية الخارجية لتكون القيم الخارجية السائدة و التي لا مخرج من بثها سننا في الجماعة محافظة على الاثنين كضمانة في كل وقت للمبادئ المرجعية لأي نظام يضمن التعايش السلمي بحسب الامكان و بحسب متطلبات الحاجات التي تخلق مع كل تقدم هذه اللعبة الدنيا مقدما مفاهيم و قيما و اخلاقا للنظام الانساني قديمة بقدمه لم تتغير و لم تتبدل و انها لفي الصحف الأولى كما تحدى من تحدى البشر جميعا بها
يوريكا....ذلك النداء الذي رغم كونك تحسه غضا طريا لما تحسه من هيمنته على كل ما سبق و تنقيته له من التحريفات و الاغلال و الزيادات البشرية التي اضيفت له من تفسيره بنظرات طبيعية وضعية مادية بشرية من قبيل نظرية الكوسموس و الأفلاك السبعة و المنتشرة في ديانات العالم القديمة التي كان اهلها يرونها انذاك من العلماء الطبيعيين و الالهيين على انها الحقيقة المطلقة الثابتة التي فرحوا بها و بما لديهم من العلم منها و التي تمثل مظهرا جليا للاستبداد الانساني و جعله الحقيقة الكلية للدين خاضعا لتصوراته التي يسميها علمية حصرا اما نفيا او اثباتا لموافقتها للحقيقة الكونية التي يراها هو من باب الفرعونية العلمية لا اريكم الا ما ارى و جعلت حتى المخلصين من الطرف الآخر يعادون الحق الذي ما زال فيها فظلم العلم و الدين معا على مر التاريخ من الطرفين ... فهذا النداء الطري الغض رغم ذلك تحسه قادما من اغوار التاريخ و الوجود الانساني لكلامه عن شيء تراه في كل رجوع لبصرك كرتين و مرات اينما وجهته في هذا النظام المحيط بكل ظواهره الثنوية المتقابلة المتضادة من شمس وقمر و نهار و ليل و سماء و أرض و فجور و تقوى.... متضمنا للصحيح و النافع من جميع الكتب السابقة في المجتمعات المتفرقة مما سيوجد مصداقه في الكتب الغابرة رغم اندثارها عند اهلها فضلا عن استحالة وصولها الى جزيرة العرب المعزولة القاحلة من اي علم و فن فضلا ان يجمع شتاتها رجل عالم واحد فضلا عن أمي لتفرق هذه الحكمة و اندثار اغلبها لتخرج حكمة واحدة متجانسة متوافقة بيضاء غير مختلفة
معطية الجواب للذي سيعطي الامتياز في هذا الصراع القديم الجديد في القضية الشرقية الغربية و تنافسهما في الوصول للنموذج الأمثل و احتياج هذا النموذج للمرجعية الأعلى ..معطية المعادلة المفسرة لكل شيء معادلة جمعت اسرار الكون في كتاب و اسرار هذا الكتاب في سبع مثاني و هذه السبع في سورة مثنوية من هذه المثاني و هذه جمعت في آية و عبارة واحدة, شفت عن السؤال الجوهري في الفلسفة و العلم القديم و الحديث عن اصل كل شيء و سر الخليقة و صنعة الطبيعة و الذي كان نهاية مسائل المتسائلين في مباحث اصل الطبائع و العناصر من الفرق و الجمع و الوحدة و الكثرة من هيراكليتس و سقراط الى أغسطين و الغزالي و ابن تيمية مرورا بديكارت و نيوتن الذي اغرم باللوحة الزمردية حتى تولى ترجمتها وصولا الى تورينغ و غودل و انتهاءا باصحاب المسرع الذري السويسري..جواباجامعاينسخ و يكمل بالحق كل الباطل الذي لحق الأجوبة الناقصة السابقة في سلب و ايجاب و نفي و اثبات و عبودية ...و كيف لا:الخلاص..فمن هنا يبدأ الاستقلال :



وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا
وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا
وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا
وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا
وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق