الخميس، 25 يوليو 2013

في فقه الجهاد…و الردعلى القاديانية في حصر القول بثمرته في الوهابية

أول ما يحتاج لبيانه هو كون هذا القول من الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأن توحيد الألوهية مرتبط باصل الجهاد… لا ينسب له أصالة و انما هو فيه تبع لجمهور عظيم من الفقهاء خبروا أصول و مقاصد الشرع و سياسة الدول و النفوس لقرون متطاولة..و فيهم كثير من القضاة و الوزراء ورؤساء الوزراء و كتاب الدواوين و رؤساء الدواوين و البريد او المخابرات كما نسميها اليوم و فيهم السفراء و حتى رؤساء الجيوش كما ان فيهم كثير من المتألهة و المتصوفة و ارباب الطريق و علوم المكاشفة من المخالطين لعلم القلوب و علم النفس باصطلاحنا الحديث..فأولى ان علمنا هذا ان لا نظن ان ابن الانجليز قد يستدرك عليهم ما لم يكن مقتضاه في زمانهم مما يخرج عن اجماعهم دع عنك ما كان غاية مطالبهم مع معاناتهم الجهاد و التفاوض و المغالبة و دعوة الناس الى طريق الحق ادخلت شعوبا كاملة اليه …فقولهم مع النتائج و الثمار يبقى عند العاقل اقرب للاطمئنان من قول من لم يزد في آخرته أن باعها بمركز يتيم على هوامش الحياة الاجتماعية في مدينة الضباب..
هذا الرد على وجه الاجمال
أما على وجه التفصيل فبيان كيف ان هؤلاء الفقهاء لم يأتوا بأقوالهم بالتشهي..بل بتأمل أصول الاسلام و مقاصده و الميزان الناتج عن ذلك..و ان اجماعهم ما كان يصدر من فراغ و ان اعترت الشهوة و الأخطاء افرادهم..و سـأحاول تلخيص ما امكنني استحضاره من وجوه تأملاتهم في هذا الحكم المفرد حتى تعلم منزلتهم من الفكر و العقل و النظر..و يعتبر به ما غاب عني ..
فأول شيء يبدأ به بيان أن الرسل انما ارسلوا كلهم بالفطرة التي برمج الله الناس عليها..و هي العبادة الكبرى و لب توحيد الالوهية من الحب و الانابة الى الخالق و الاعراض عما سواه..و هذه الفطرة لا تحتاج محركا لها لأن الاقرار الفطري حاصل في كل انسان..و لهذا كان الأصح من اقوال الفقهاء ان آية لا اكراه في الدين محكمة لم تنسخ ..و لكن ما يحتاج مع هذه الفطرة هو درء فسادها و ازالة الموانع عن حركتها و توفير البيئة الملائمة لها..و بهذا بعث الرسل..و كان الأصل في دعوتهم امور عظام بينها الوحي و اجملت في عدد من تعاليمه و بيناته الكبرى:
فمنها المتعلق بنفس غرض الارسال قوله في آيات كثيرة مثل:
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
فالغرض الأساس هو اظهار الهدى و اظهار دين الحق..و الهدى يكون بهداية الناس بالتعليم و الحوار و المثاقفة و التعاون على البر و التقوى..ودين الحق يكون اظهاره بالسيف حين يراد طمسه حتى يكون بينا للناس ما يتقون و ما يدينون..و هو ما فسره به الصحابة و التابعون..ان الأصل في دعوة الرسل التعليم و البيان و نشر العلم و التعاون عليه و القتال انما شرع للضرورة حماية له و درعا له و توفيرا للبيئة الصالحة رفعا للظلم و التلبيس المانع للفطرة من الحركة كما ذكرناه اولا في طبيعتها..وان ظهور الإسلام بالعلم والبيان قبل ظهوره باليد والقتال.. و هذا كله من لوازم توحيد الألوهية و ارتباطه مع حركات القلب و اعماله و تعلقها بالفطرة..فلم يقل احد ان التوكل و الرجاء و الخوف و حتى الحب و غيرها من متعلقات الفطرة تكون ثمرة استعمال السيف..و انما السيف لرفع الموانع عنها و نزع القيود التي تفرض على حركتها ما يمنعها من تحقيق درجات الحب و اليقين و التوكل و غيرها..و من كبير التدليس تصوير الأمر كما لو ان اعمال القلب تحتاج فقط للحوافز دون درء الموانع و المفاسد…و هذا ما فهمه غيرنا ..ان الله لم يخلق شيئا عبثا فلا بد من حكمة وراءه لا سيما ان امر به ..و استعمال الشيء خير من تعطيله ما امكن ..و ان لا يمكن استعماله الآن لعدم القدرة لا يعني عدم طروء الداع اليه مستقبلا والله تعالى بعث الرسل بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها ..و هو لب سياسات الدول حتى كان من اشهر تعاريف السياسة : فن ادارة الممكن…والنبى دعا الخلق بغاية الامكان.. ونقل كل شخص الى خير مما كان عليه بحسب الامكان ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون.
و هذا يجرنا الى أصل آخر بنى عليه هؤلاء الفقهاء اقوالهم و هو حديث تغيير المنكر كما قال النبي صلى الله عليه و سلم جاهدوا المشركين بأيديكم وألسنتكم وأموالكم فالأمر هنا معلق على القدرة ..فنحن نعيش في سفينة فضائية واحدة..و مصلحة الانكار يجب ان تقدر بمصلحة السفينة الانسانية كلها ..و يوازن بين الخرق الذي سيحدثه المشرك منا و بين اغراق السفينة كلها ان ضربنا على يده..و لهذا كان من اصولهم ان القتال كما قلنا انما شرع للضرورة و ان الأصل السلم و ان الاسلام مصلحته في السلم اكثر من الحرب كما نص عليه الامام الزهري و ان الضرورات تقدر بقدرها..و لهذا جعلوا لهذا الباب من الضوابط ما يمنع ان يتكلم فيه أغمار الناس و من لا تجارب لهم..حتى أنهم قرروا فيه أصلا يكاد يكون علمانيا -ان اعتبرنا العلمانية التخصصية لا الموضوعية في مقابل رجال الدين لا اوامر الدين نفسه -حين قدموا فيه قول اهل الخبرة من السياسة و معالجة الحروب و العسكريين و اهل البريد و المخابرات قدموا قولهم على قولهم هم انفسهم اعني الفقهاء..و ذهب كبار الفقهاء على ان اهل الدين و علماءه ممن لا خبرة له و مباشرة له بمواطن الحرب و خبث السياسة و تدافعاتها فان قوله لا يقدم ..و هذا ما يرد على فرية العلمانيين و الحداثيين من محاولة رميهم بأنهم جميعا او اغلبهم كانوا يريدون الاستفراد بالسلطة لأنفسهم و يحاولون تسويتهم برهبان النصارى و احبار اليهود.. و كذلك يبين في الجهة المقابلة خطأ مقابليهم … فقد استزلوا اقواما منا لم يدركوا فقه الجهاد و لم يعرفوا مقاصده و لم يستمعوا لوجوه الناس ممن اجمعوا على نصحهم ان الأمر في جنس هذه المدافعة انما يكون لامام جامع من العلماء او من الأمراء او ممن جمع بينهما ..و ان امورا كهذه من موازنة المصالح و المفاسد فيها يجب ان تكون على مستوى القمة في الدول ..وهذا ما تفقهه مثل هذه الدول المجربة اذ لا تنوط امر اعلان الحرب الا برئيسها ما لم يكن دفعا لصائل..و نصحوا يان يتجنب الضرر بالفلاحين و العمال و النساء و الأطفال وغيرهم ممن لا ناقة لهم و لا جمل في هذه الحروب ..و لم يستمع لهم فكان ما كان..
ثم الأصل العظيم المراعى ايضا في هذا الحكم و لعله اجل هذه الأصول وهو من اخص خصائص الفطرة بعد الحب..أصل العدل..و هذا تجنب صاحبنا الكلام عليه في اعمال القلوب لصلته المباشرة بأمر الجهاد و المدافعة..و علاقته المباشرة من جهة اخرى بتوحيد الألوهية و صلته المباشرة من جهة ثالثة بالمعاملات اليومية التي مبناها عليه…فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه :
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ..فهذا الحديث من اعظم الأحاديث القدسية منزلة عظمه كثير من العلماء و جعلوه من الأحاديث التي عليها مدار الاسلام حتى ان ابا ادريس الخولاني الامام التابعي الصارم كان يجثو على ركبتيه حين يحدث به ..و رواه ابوذر الغفاري احد اصدق الصحابة لهجة و اكثرهم تشديدا على مفهوم العدالة الاجتماعية في مجتمع صدر الاسلام حتى ظنه البعض اشتراكيا ..
فانظر في هذا الحديث كيف ربط -بخلاف قول صاحبنا في نفي ربط رفع الظلم بالتأله و العبودية- بين الظلم في مقام الربوبية و الألوهية و بين الظلم في مقام الانسانية و العبودية و التعايش ربطا من الكوني الى الشرعي..مبينا العلة الفاعلية و السببية كما العلة الغائية …كيف ربط بين العالم العلوي و السفلي ..بين الأحداث اليومية و تصريفاتها القدرية.. و هذا له اصله من القرآن ان كان صاحبنا ينكر من السنن حتى اعظمها مما اتفقت عليها كلمة العلماء كقوله تعالى
لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ..
فكما بينا سابقا من طبيعة الفطرة و حركتها الذاتية و طروء الموانع و القيود عليها..و بيان الغاية من ارسال الرسل و من ثم الغاية من جهادهم و دعوتهم ..بين في هذه الآية نظير ما في الحديث..من ارجاع الغاية كلها من الدين الى اقامة العدل في الأرض..و جعله من عرى الايمان بالله و رسله و نصرته بالغيب..فذكر الأصل و هو بيان الميزان و الكتاب و الدعوة بالكلمة و السلم ليسود العدل..ثم بين الحامي لذلك ووصفه بالبأس الشديد في موضع المدح..ثم أصبغ كل ذلك بوصف شامل لحسن العبادة و التأله..سواء قام به العلماء او الأمراء..ممن امر الله بطاعتهم الا في معصية…
و يتصل بذلك اصل كبير آخر مما اعتبره هؤلاء الفقهاء من قوله تعالى ان الشرك ظلم عظيم..بل هو أعظم انواع الظلم و في ذلك حديث النبي صلى الله عليه و سلم فلا تظالموا المذكور قبلا..فكما ان الايمان له فرع باطن و فرع ظاهر و انما امرنا باخذ الناس على ظاهرهم فنأخذ المومنين بيننا بظاهرهم من ثمار الايمان و دعمها فكذلك الشرك له فرع باطن لم نؤمر به و فرع ظاهر امرنا بمحاربته و دفعه من ثمار الشرك المعروفة ..ذلك ان الشرك هو نقض مبدأ التوحيد الذي هو اصل كل الخيرات و هي فروعه ..فنقض الأصل ظاهرا..بفضي الى نقض الفروع ظاهرا..فان التزم المرء ممارسة الشرك في باطنه و باطن حاله و اهله..لم يلزم بشيء و لم يكن للقوة عليه من سبيل..اما ان تجاوز ذلك الى الأمر الظاهر و نشر الشرك الظاهر بآفاته و نتائجه كان اسقاط خيار المجادلة بالقوة غباءا ما دام انه هو نفسه لن يسقطه بالضرورة..فما من اعتقاد الا و يتبعه فعل و ما من فعل الا و يتبعه اصطدام و منازعة ثم تدافع..ثم ان الشرك عندنا على خلاف مخالفينا هو اعلى المفاسد كما قال تعالى قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون…فانتقل من الأصغر الى الأكبر تنبيها على انه ان اصل الشرور و الفساد هو ما ذكر لك..
و مثله قوله سبحانه والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون …و الذي نزل تصديقا لقول النبي صلى الله عليه و سلم حين سئل يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم أي ؟ قال ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت : ثم أي ؟ قال : أن تزني بحليلة جارك…فحدد بذلك جنس المفاسد و تراتبيتها لمجموع المجتمع المسلم و التي عليه ان يراعيها في السلم و الحرب..
و بما ان تراتبية المصالح في الدولة يجب ان تكون مبنية على العدل فقد علمنا ان التوحيد و العدل كالملزوزين في قرن حتى ان القرآن فل ما بذكر احدهما الا و ذكر الآخر..و بما ان التوحيد هو اصل العدل الذي من اجله يحدد سلم القيم و تراتبية المصالح و المفاسد و سياسة الدولة … فالمقاتلة ان اضطر اليها يجب ان تكون على هذا الأصل لأنه اعلى سلم المصالح عندنا…كما ان المسالمة و التعامل و الدعوة و التعاون في وقت السلم يجب ان يكون ايضا على هذا الأصل ..فالخيار العسكري دائما حاضر عند الأمم ليس لحماية امنها العقائدي الذي يحدد تراتبية مصالحها القومية و رسالتها في الأرض فقط..بل و لنشره ايضا و تعميمه بحسب الممكن و ما تسمح به الظروف.. فانظر احوال الدول الكبرى في يومنا هذا ..و انظر هل يسمح القوي منها ..منذ الحروب العالمية الى الحروب الباردة .. ان ينشر عكس عقيدته مما يعتقده رأس المصالح عنده هو على مستوى الظاهر؟؟ فما ان تقوم شبه دولة بمحاولة قريبة الا وقاموا بتحطيمها بأدنى الحجج و دون ايما مبرر أحيانا..دع عنك التحطيم في السر..و ان كانوا يتفاوتون في درجات البغي و العدل على غيرهم بحسب قربهم من الحق و اقامة العدل في انفسهم
ثم من الأصول الكبرى للاسلام ايضا التي روعيت عند اصدار هذا الحكم ..اصل الموالاة و المعاداة و هو اس متين من اسس توخيد الألوهية أيضا و من اعمال القلوب الجليلة نبه على خطرها الشرع في غير ما آية و حديث بالنص و الظاهر و الاشارة…من آية لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ الى حديث ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان..و هذا يعرف في كل المجتمعات القوية انها تربي افرادها على التلاحم فيما بينها..و مواجهة الخارج عنها…و لك ان تقرأ في ادبيات المجتمعات المتربعة على عرش العالم و انظر كيف تكثر فيهم الروايات و الأفلام و الحملات التربوية لنشر التنافسية في افرادها و تقوية القوة الغضبية المقاتلة فيهم و يتأسفون على انخفاض مستواها بينهم و يحاولون تدارك ما نقص منها حتى لتجد أحدهم لا يبلغ نصف طولك و لديه من الهمة و التحدي على ابسط حق تنازعه عليه ما يربو على كل ما لديك مع الثقافة و حسن البيان ..و حين تبحث عن مرجع ذلك يقول لك : أنا أمريكي..او انا روسي..مما لم نعد نحس معه بنوع كرامة في معاملتهم لنا حكاما و محكومين اسرا و افرادا علماء و صناعا الا حين يحسون بنوع قوة من بعض من انتدب نفسه و باعها..
فنحن في ديننا لسنا في ثقافة السلام و اعمال القلوب على ما استصحبته القاديانية و غلاة الرافضة و المتصوفة من مذاهب رهبان اهل الكتاب و البوذيين و البراهمة من معالجة الحب و التوكل و الرجاء و الأمل في ابراج عاجية و كهوف منعزلة..بل ثقافة السلام عندنا معالجة بعد معالجة بالانزال في الواقع و معايشتها يوما بيوم بحسراتها و آلامها و احباطاتها و مبشراتها..بضعفها و قوتها..
و أكثر الخلاف بين القائلين بجهاد الطلب و جهاد الدفع عند التحقيق في مآخذ الفريقين و انزالها على الواقع يجد ثمرة الخلاف في الأغلب لفظية..اذ الجهاد من اجل الدفاع يستتبع عقيدة هجومية و الا فان الوجود ليس فيه انفصامات و حدود فاصلة تامة بين المفاهيم حتى يكون هكذا فصل تام بين الدفاع و الهجوم.. وعند البحث في حروب المسلمين بل و في حروب الأمم تكاد لا تقف على غزو الا و قبله استفزاز..او تهديد لمصلحة يرجى الدفع عنها ..و لهذا يستعصي لحد الآن على خبراء العلوم العسكرية و حتى خبراء القاتون الدولي الفصل بين مناطات الحروب الوقائية و الحروب الدفاعية و فصل القول فيها..و نحن الآن على اعتاب العشرين عاما من سقوط جدار برلين و البارحة فقط اسفرت اجتماعات حلف النيتو عن نفس العقيدة العسكرية الهجومية المعروفة بعد ان تبين لهم استحالة تفكيك العقيدة الاستراتيجية للجيش الروسي مع كل الجهود المبذولة لتفكيك الدولة بنفسها خاصة بعد رفع الجيش الروسي عقيدة فرض الاحترام من جديد ..فلم يسقط اي من الطرفين القتال كخيار دفاعي او هجومي رغما عن كل التغيرات الجيوسياسية التي عرفها العالم و رغما عن عشرات السنين من صيحات الجماعات و الجمعيات الحالمة بايقاف الحروب..و هذا امر طبيعي اذ ليس في الوجود ما يفترضه البعض من الفراغ..بل كله مجموعات و كتل متضاربة متنافرة و مصالح متدافعة ومواد مؤثرة و متأثرة و الدنيا لمن غلبا..و انما يبقى المعيار في ما روي عن السيد المسيح سيد السلام في كتبنا و كتب غيرنا : من ثمارهم تعرفهم..فلينظر اي الفريقين ان علا في الأرض و مكنوا فيها و ضمنوا القوة لم يسعى الى احتكار 90 % من الثروة و الغذاء العالمي و لم يبالوا في سبيل تراكم ثرواتهم ان يموت نصف الأرض جوعا و بردا و لا سرقة معادن الأرض و اشعال الحروب بعد الحروب من اجل الذهب الأصفر و الأسود و دعوا الى الفاحشة و نشروا الأمراض ما هو معروف من صميم الطبع الانساني انه ان لم يجد الانسان مقاوما لشره في افعاله استحال ان يقف على الحد المميز بينه و بين خيره في ارادته و نيته و قصده …و مراجعة مواقفه ..و التوبة عنها..و الاعتراف بذنبه..و الاقرار بالحكمة و طاعة أمر السجود ….
و هذا يلخص كل ما ذكرته و يزيد :
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ
هذا من جهة التأصيل النصي لمفهوم الجهاد و ثمرته الواقعية المقاصدية, أما من جهة التأصيل الاجماعي التاريخي خاصة ما يتعلق بالمرجعية القانونية في افراد المجتمع العلمي على مر التاريخ. فقد زعمت القاديانية و معها كثير ممن تأثر بها أو أثروا فيها, ان هذا الأصل مما انفردت به الوهابية المعاصرة و ابتدعته , و الحاصل أن المراقب هنا قد يظهر له لأول وهلة ان هذه الطائفة نيتها تحقيق الحق و نفي البدع عن الدين, لكن الحصيف ما ان يخالط تراث مدارس الفقه و العقائد و التصوف و الحديث و التاريخ و اللغة حتى يبدأ يشتم رائحةاخرى مضمونها الطعن على الوهابية بما هو من خصائص الاسلام المجمع عليه استغلالا لاسم الطائفية وسعيا للتفريق بين طوائف المسلمين حتى تظهر القاديانية وكأنها طائفة من طوائف الاسلام.
وقد كان يكفي لانهاء هذا الأمر  و الرد على فرية القاديانية   ان تأتي الوهابية بطائفة من العلماء و لو قلت.. تذهب الى ما ذهب اليه الشيخ محمد ليبطل تخصيصه هو بالتشنيع و الهجوم و لو ثبت ان علماء آخرون خالفوا الشيخ محمد في قوله…فيكون ظاهرا للناس ان القاديانية تشنع على الشيخ محمد في قول له فيه سلف و لو كان خلافيا…. 
 لكن لتثبيت نية التفريق و التشنيع عليهم بغير الحق يطالبون بما هو اسهل و ايسر..ان يأتي  القاديانية بواحد فقط…واحد خالف الشيخ محمدا في ما ذهب اليه من هذه المسائل…اي ان النقاش اصلا محسوم لصالح الشيخ اذ باقرار القاديانية ان هناك مفسرين و علماء قالوا بقوله هو بحد ذاته كاف في رفع الشنعة عن الشيخ محمد..فكيف و قد كان الكرم من أتباع الشيخ محمد  ان جعلوا حسم المسألة ليس بالطعن في ان قوله له فيه سلف مع انه من حقه كما اسلفنا..بل بأن يثبت ان الاجماع ليس على قول الشيخ محمد…فهو كما لو قال له الشيخ محمد: هذه المسائل التي شنعت على بتفردي فيها اثبت ان لا سلف لي فيها و لو خولف؟؟؟ فلم يرد احد من القاديانية…فقال له الشيخ : طيب سأتجاوز حقي اذ لم تستطع هذا فأثبت فقط ان الاجماع لم ينعقد على قولي و ان احدا من العلماء ووراءهم كل الأمة المسلمة في
قرونها خالف قولي ؟؟؟.
 فاذ لم يجيبوا…يرد الوهابي على القادياني و ياخذ دوره في الالزام : لقد أتيت بشيء لم يأت به العلماء و لا الفقهاء و لا الصديقون و لا الأولياء من اهل الاسلام قاطبة بكافة طوائفهم ..ليس منذ جيلين بل طوال ما يزيد على الخمسين جيلا من لدن الصحابة فتابعيهم فتابعي تابعيهم فقهاء الأمصار و مؤسسي المذاهب فاصحابهم ثم اصحاب اصحابهم الى القرن السابع و الثامن .
فهذا سؤالنا…نتحداك ان تأتي بواحد..واحد فقط من المشهورين بالعلم و من لهم لسان صدق في الأمة قال بواحدة من هذه الأربع…
– ابطالكم لجهاد الطلب
-قولكم و قول من سبقكم من اسلافكم ان توجيه الطلب و القصد و الدعاء و الاستغاثة و غيرها من صنوف العبادة ليست شركا
– ان القتال بالسيف لا يحقق شيئا من مقصود توحيد الألوهية..
– ان العصمة في الدم و المال و العرض و غيرها من مقاصد الشرع تكون التزاما للدولة تجاه كل الناس..
وهذه أخطر نقطة و هنا نكتة يجب التنبه لها في معنى العصمة و هي التي يرمون بها الشيخ محمدا بغير حق و يتاول بها من خرج في الناس قتلا و ذبحا دون حق..ان العصمة هنا منوطة بالدولة كاناطة امر الجهاد بها..فلا شك ان فقهاء المسلمين ما قالوا قط انه يجب او يجوز القتل في المشركين من اي ديانة او اي صنف بحجة سقوط العصمة عنهم و الا ما كان لكف النبي صلى الله عليه و سلم عنهم يده قبل الدولة و بعد الدولة من معنى..بل السنة و كلام العلماء صريح في ترك اصناف الناس المسالمين من الرهبان و الزراع و الصناع و النساء و الأطفال ممن نسميهم مدنيين و لم يدخلوا في حرب و انه لا يحل قتلهم …و لكن هذا لا يعني انطباق العصمة عليهم بمعنى ان الدولة لا تضمن دماءهم و اموالهم و اعراضهم كما تضمن دماء و اموال و اعراض المرتبطين معها بعقد ذمة او حلف او هدنة…فهذا ليس بلازم لذاك..و انما قلنا انها منوطة بالدولة لما في العقد معها من الزام يلزم افرادها و من تتعاقد معهم..و هي نظرية العقد التي تمس جميع اصناف الفقه…و هذا بخلاف ما يظنه كثير من الناس تعمل به كافة الدول اليوم..فاي دولة مثلا ليس لك معها عقد مواطنة او اقامة او امان او جواز…فهي في حل من دمك و مالك و عرضك…فلو وقع بك الضرر في أرضها – دع عنك الكون خارج اراضيها كما هي حقيقة المسألة هنا- و لست على امر من هذه الأمور لم تضمنك الا من وجهة انسانية ان شاءت لا من وجهة قانونية اذ شخصيتك القانونية بالنسبة لها معدومة..و كأنك عدم …و هذا معروف في الحوادث التي تقع للمهاجرين غير الشرعيين في هذه الدول …
و هذا هو معنى العصمة بعينه..فقط يختلف الأمر بحسب الأساس الذي اقيم عليه عقد المواطنة في الدولة الدينية في الدولة العلمانية او القومية او العرقية ..لكن المبدأ هو هو..لاستحالة ان تتكلف الدولة بضمان امن من خرج عنها..فعلى هذا يجب ان توضع اقوال الفقهاء بحسبها..فهم كانوا يتكلمون عن وضع توجد فيه الدولة قائمة ..فأخذ هؤلاء اقوالهم في غير الدولة و استعملوها في الدولة..و اخذ اولئك اقوالهم في الدولة و استعلموها في غير الدولة…
هذا استطراد بسيط و الا فان المقصود هو الجواب عن السؤال ..فالسؤال ان يأتينا اأحد من القاديانية بأحد من لدن الصحابة الى القرن الثامن ..قال بقول من الأقوال التي تحاول القاديانية و اخواتها الصاقها بالشيخ محمد …فان لم تفعل و لن تفعل….
فاعلم ان معنا الصحابة كلهم و التابعون و تابعيهم من مشاهير علماء الأمة و اصدقهم بعد الصحابة ووراءهم من نقل عنهم مذاهبهم من اهل المذاهب كلهم من الشافعي فاحمد فامامنا و مقدمنا و سيدنا مالك فابي حنيفة النعمان فالأوزاعي فداوود الظاهري و اسحق بن راهويه فالبخاري والجنيد و بشر الحافي و الفضبل بن عياض و المحاسبي و ابي داوود و البويطي و ابي زرعة و ابي حاتم الرازيين و المزني و ابي يوسف و ابن القاسم و ابن المواز و اسماعيل القاضي و ابن مجاهد و ابي سعيد الخراز و البغوي و الخلال و الطبري و ابن خزيمة و المروزي و الطحاوي و الأشعري و ابن المنذر و ابن حبيب و أبي محمد ابن ابي زيد و ابن شعبان و ابن حبان و القفال و ابي الليث السمرقندي و الدارقطني و ابو طالب المكي و ابن بطة و ابن خويز منداد و ابن مندة و اصبغ و ابي ذر الهروي و و ابي عمران الفاسي و القاضي عبد الوهاب و الخطابي و الباقلاني و القابسي و ابي عبد الله الحاكم و الاسفراييني و ابي عبد الرحمن السلمي و اللالكائي و ابو نعيم الأصبهاني و الامام البرادعي و القدوري و الصابوني و الجويني الأب و الابن و ابن بطال و الامام ابن حزم و الماوردي و البيهقي و الفراء و الخطيب و الامام ابن عبدالبر و الامام الباجي و و الشيرازي و ابن الصباغ و البزدوي و السمعاني و الكياهراسي و حجة الاسلام الغزالي و ابن عقيل و القشيري و الامام ابن رشد الجد و الحفيد و الامام ابي بكر الطرطوشي و الامام ابن السيد البطليوسي و الفارقي و الامام المازري و الامام ابن عطية و الامام ابو بكر بن العربي و الامام الأوحد القاضي عياض و الوزير ابن هبيرة و الشيخ عبد القادر و ابن عساكر و السلفي و الامام عبد الحق الاشبيلي و الحازمي و المرغيناني و ابن الجوزي و المقدسي و فخر الدين الرازي و الاخوة ابن الأثير و نجم الدين الكبرى و ابن قدامة و الرافعي و ابن نقطة و الآمدي و السهروردي و ابن دحية و الامام البرزلي و الحصري و ابن الصلاح و الامام ابن الحاجب و الامام القرافي و المنذري و المجد ابن تيمية و الكردي و عز الدين بن عبد السلام و ابو شامة و الامام القرطبي و النووي و الامام الكبير ابن دقيق العيد و ابن الوكيل و ابن تيمية و السبكي و ابنه و الفزاري و القونوي و الامام ابن سيد الناس و ابن عبدالهادي و ابي حيان و الذهبي و ابن قيم الجوزية و العلائي و ابن مفلح و اليافعي و ابن كثير و ابن الملقن و البلقيني و العراقي و ابنه و الامام الشاطبي و ابن الشحنة ….
الى غيرهم من العلماء من وجوه المتخصصين أفنوا أعمارهم في هذه العلوم وكلهم منتسب للتقى و كلهم يقولون بقول الشيخ محمد دون قولك…و كلهم كثر تضرعهم الى الله بالكعبة و بغير الكعبة دون كثير دعوى و اشهار..و انما بشهود المومنين شهداء الله في ارضه لهم ..و هؤلاء من وصف الله من يتبع غير سبيلهم بأنه مشاق للرسول صلى الله عليه و سلم من بعد ما تبين له الهدى ..و لو تحجج بالتقوى و التعبد و حسن الأدب في القول بأنه لا يعدو ان يكون من :وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية …
فائتني بأحد يقول بأقوالك و يخالف كل هؤلاء الواقفين خلف الشيخ محمد و لايكون انجليزيا او صنيعة انجليز…و الا تبين ما قلنا…انكم ورم سرطاني لا علاقة له بجسد هذه الأمة و لقطاء لا نسب متصل لكم بآبائها المؤسسين …
هؤلاء آبائي فأتني بمثلهم إذا جمعتنا يا قادياني المجامع
ثم  قد يحتج القادياني بالعالم الحر و القوانين الدولية الداعية الى نبذ العنف و نشر السلام  وتبني سياسة الاصلاح والتربية بدل سياسة العقوبة و القسوة و ان هذا هو لب الاسلام و هؤلاء الفقهاء حادوا عن مفهومهم فيقال له :
.نعطيك أقوالا بحجم الدعوة الى القتل و الارهاب و النازية و اخف منها التخفيف من حدة الهولوكوست بله انكارها و غيرها من الأقوال المنعقد عليها شبه الاجماع عند اكابر ما يسمى العالم الحر ..و اذهب و انشرها في العالم الحر الذي تتكلم عنه و قل لي بعدها انه يوجد نظام بلا نقطة ارتكاز محرمة يستحل العنف من اجلها قانونا و عرفا.. بل اذهب بعيدا عن هذه الدول في اي رقعة من رقع العالم و اهتف بما يناقض صلب عقيدتهم و ترى كيف انهم لن يتركوك حتى يحطموك …بل انهم يربون افرادهم على العنف مع مخالفي ما اجمعوا عليه و ما يشكل هويتهم و ان يحاربوا و يقاتلوا على مبادئهم التي اسست عليها دولهم و اممهم و ما ترك الولايات المتحدة افرادها يحملون السلاح رغم كل الاستنكار الذي لحقهم من بقية الدول كل هذه السنين الا اشارة واضحة لمن كان له عقل…فهؤلاء اي نعم هم كفار بالاسلام..و لكنهم افقه به و بالحياة و ادارة الدول و الجماعات من اصحابنا هؤلاء المدعون للاسلام..
بل ان مفهوم الدولة اساسا مفهوم عنفي لمن فقهه قائم على احتكار العنف و انزاله على نواة من المبادئ التي تحدد اولوياتها بنفسها مهما كان نوع نظام هذا الدولة .   .فمستحيل ان توجد دولة بدون محرم و بدون عنف..و كلام كهذا الكلام المضحك لا يروج الا على من لم يفقه الأصول التي بنوا عليها عالمهم الحر..بله اصول سياسة
الأمم لنفسها على العموم 
مع ان لا احد قال بالاقتصار على العقوبة والغض من دور التربية و الاصلاح.  فمن قال بحصر التربية فقط في العقوبة و اهمال الدولة لقنوات التربية الأخرى؟؟؟ مع ان العالم الحر الذي يتحدث عنه  الآن و رغم مرور سنين طويلة من ضغط الاصلاحيين الاجتماعيين و البنتاميين في نزع صفة التأديب من العقوبة الجنائية ما زال كبار عقلائهم و مدارسهم الفقهية متشبتة بالفائدة التربوية للعقوبة من خلال بعدها
الزجري..لكن لا علم هنا و لا هناك..لا الى هؤلاء و لا الى هؤلاء
أنت يا قادياني  من تدعونا الى العالم الغربي الحر؟؟ في محاولة منك ان صدقت نيتك لاصلاح الأمة التي تبرأت منها كلية ؟؟ ليتك اذ التحفت بلحاف الانجليز ان كنت تعلمت منهم بعض الحق الذي عندهم و الذي غفلت عن اصله في دينك الذي تركته غير آسف. .فو الله أحلف غير حانث أنك لو ذهبت  بشبهاتكم و ثرثراتكم هذه الى ملتقى حوار او اسبوع ثقافي او حتى في محاضرة كاستاذ زائر في كامبردج او ادنبرة او اكسفورد لوجدت نفسك يا قادياني بعد نصف ساعة بالكثير و قد تركت تتكلم لوحدك..و لو وقفت في مجلس اللوردات الروحيين كضيف لتتحدث لأساقفتهم عن دوركم في محاولة بث بولسات جدد و تعيد تجربتهم في جسم الأمة المسلمة المنهك و المخدر…فصدقني ستكون ابتساماتهم لك كلها تخفي وراءها قولهم : ألم يجدوا غير هذا الثرثار يقوم بالمهمة؟؟؟
و ما ذلك الا لأنك يا قادياني مبتلى بما ادخله الينا اجدادك من الحلوليين و الاتحاديين من فيروسات اضرت بفهمنا لعلاقة مفهوم حرية التعبير بمفهوم الأمانة و المسؤولية…فنحسب ان الحرية تعني ان تتكلم بما تشاء كيفما تشاء دون مراعاة للمفيد و الصالح و الأنفع.. 
و هذا يقودنا الى خلط لفمهومين آخرين مما ذكرته ..مفهوم الأمن و الحرية…و ليتك يا قادياني اذ رضعت من ثدي الانجليز ان استوفيت الحليب كله..اذا لتبين لك نوع السم الذي رضعته..فما اهلكنا الا انصافكم..انصاف الفقهاء و انصاف الأطباء و حتى انصاف الملحدين..فلو استوعبت القانون الدولي و علاقته بالعلوم السياسية لرأيت انه كما حدث مع مفاهيم المرأة و الانجاب و الزواج بينما هم يحثوننا على شيء اذ بهم يقومون هم بضده..فكذلك الحال هنا..
ففضلا عما اشرت اليه من مجلس اللوردات و هو المكون من اساقفة الكنيسة و لا يطالهم حق التصويت و هو مجلس اعلى فوق المجلس المنتخب من نفس الشعب..اي مجلس خبراء النظام او مجلس الشورى على تفصيلة النظام السعودي و النظام الايراني الذين لا يدعون عيبه..فضلا عن حكومة الظل التي لا تنتخب مباشرة ايضا…
فضلا عن كل ذلك..هل تعلم انه بينما يدفعون بالسعودية و بمصر و بسوريا و غيرها من الدول الى تغليب الحرية على الأمن ان النقاش الأكبر الآن في بلدك بريطانيا و في غيرها بين خبراء القانون هو في تغليب مفهوم الأمن على الحرية ؟؟؟ هل تعلم انهم الآن وصلوا الى قريب من القول الاسلامي في مناقشاتهم التي تتم على مستوى الاتحاد الأوروبي؟؟ و هو دعم الأمن العقائدي دون العسكري في مقابل الحريات و الحقوق الفردية؟؟ و لهذا ترى منهم فعلهم في اكثر المظاهر سلمية النقاب و الحجاب ..دع عنك ما هو اعظم كنشر كتب او اقامة منتديات فيما يرونه مناقضا لأصل عقائدهم و كل فترة يصدر قانون في منع انواع من الأفكار التي تعارضها…بينما نحن على العكس يدفعوننا الى رفع الدعم عن الأمن العقائدي في مقابل صرفه الى العسكري على حساب حرياتنا و حقوقنا الفردية..و بعد ذلك تقول لي عالم حر؟؟ 
ليتك فقهت مفهوم الدارين الذي أورده بعض مهدييكم و ناقضتم به اصل نحلتكم..لتعلم انهم هم للمفارقة هم من يعملون به اكثر مما نعلم به نحن..فدار الأخرى بالنسبة لهم لا تمثل الا دارا للمصالح و ضرب الثور بالثور و التلاعب بالشعوب و استخلاص السيطرة عليها و العامل عندهم فيها هو القوة…فمن كان اقوى كان اعلى و كانت مبادؤه اقدر..حتى العروبيون و القوميون حين توغلوا في هذا الذي بقيت انتم على شاطئه احسوا منهم هذه المصارعة و هذه النوايا و هذه الاعتبارات فعادوا باحثين عن اصل يستطيع الوقوف في وجههم فلم يجدوا الا نبيهم ووجدوا معنى قوله صلى الله عليه و سلم : أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم ؟…..
نعم قد يكون العجم الآن اغنى و اقوى و اجمل و احسن اجسادا و افضل زينة و لهوا و تفاخرا..و قد يكون في المسلمين من هم الآن اكثر انانية و اكثر تخلفا و اكثر نفاقا و تفرقا و تجبرا على اخوانهم و تذللا الى خصومهم و استهانة بكرامة الانسان..فو الله قد يكون لكم عذر في الانجراف الى الضفة الأخرى في هذه الأوقات العصيبة و الفتن المظلمة التي تدع الحليم حيرانا و قلت فيها الثقة و الأمانة كثيرا وصار الشر و السواد و التقية و النفاق الأكثر طلبا و الأكثر اعتبارا عند الناس..فلسنا اكثر عصمة منكم و لا اقل قبولا للاختراق و لا نأمن ان نحناج من يقوم مقامنا هذا معنا..لكن هي حياة واحدة يا قادياني  ..لن تعيش غيرها..و ما ادراك ان كل هذا لم يوضع لك بهذا التعقيد و الألم الا لاختبار ما في نفسك الطموحة من صدق..فارجع…و اصدق عهدك مع ربك و عد الينا و صابر معنا في البناء و محاولة ادارة الاختلاف و الاجماع و ربط الماضي بالمستقبل..فلن يصلح آخر هذه الأمة من
خارجها..بل من داخلها و بما صلح به اولها
وان استغربت ايها القادياني العربي من قولي ان كثيرا مما يروجه ائمتك من القاديانية قد ناقض اصل نحلتهم … ا فانه لا يستغرب عدم معرفتك بحال اصحاب هذه النحلة في الهند اذ هم اجرأ منك على الكفر و لا يخافون ما تخاف من الشرك بل لا يرون اطلاق الشرك عليه و لا يرفعون للاجماع رأسا و تعظيمهم للعلماء او اصحاب الرسوم كما يسمونهم منعدم..فلا يستغرب عدم موافقتك لهم في هذا ان لم تكن تقية…فكثير من الطوائف التي نبعت من اللاثنوية الهندوفارسية كالقاديانية و البابية تجد من غروهم من العرب بعيدين عن فهم اصول هؤلاء و فيهم من تعظيم الدين و حدوده ما ليس في اولئك و ما ذلك الا لقرب هؤلاء من مصدر نور النبوة…و لا تظنن يا قادياني ان الصراع وليد ظهور الشيخ محمد بل في الهند فقط مكان القاديانية قد كان الصراع   بين علماء المسلمين منذ ظهر صنيعة الهندوس فيضي و قرينه ابو الفضل الناكوري و وقف في وجههم صدر الصدور فخر الحنفية الشهيد نحسبه كذلك عبد النبي بن عبد القدوس الكنكوهي بمثل ما وقفنا به معك من بيان اجماع علماء المسلمين جميعا فما كان فعل دعاة التسامح هؤلاء من ابناء نحلتك.؟؟؟ قتلوه مخنوقا لدفاعه عن النبي صلى الله عليه و سلم..و منذ ذلك الحين و التقية في هؤلاء الى
 اليوم و مازال الكيد في قولهم حتى وصل الى ما ترى من النبوة و ما زال اعداؤنا من متطرفي الغربيين و المحافظين الجدد يمدونهم جيلا بعد جيلا أملا منهم في اختراق نواة هذه الأمة و القضاء على اي نموذج منافس لهم في نشر السلام و العدل دون ان يتخذ بعضنا بعضا اربابا في سبيل ذلك…
اذ اعدائنا يعلمون انه لم يبق على وجه الأرض نواة فكرة تحتضنها بيضة امة و تكون ناقضة لفكرتهم و تقابلها من جميع الأوجه و تطرح بديلا عنها الا فكرتنا… فصقور البريطانيين و الأمريكيين في منافستهم مع الأقطاب الجدد…يعدون العدة لمشروع ثقافي و علمي و عقائدي منذ سنوات و بوادره لا تخطئها العين المتتبعة فضلا عن ما يدلون به من خطابات بين الفينة و الأخرى..و لكن منذ القرن الماضي و هم في اعداد و جمع عدة لغزو فكري و عقائدي شامل..فقد تعلموا من ايام نابليون ان الغزو الأدوم هو ما فعله من مصاحبة القلم للسيف و جحافل الدارسين و المعلمين لجحافل الفرسان و المتمرسين…تماما نفس ما يعيبه القادياني من فعل الصحابة و تابعيهم اذ قرنوا بيان الهدي بالعلم ببيان الدين بالسيف…كما فهموه من غرض البعثة بالرسل..فكان محمد بن القاسم شرقا يسير بجحافل الخيول والشجعان مع صحائف الحكمة و القرآن …و موسى بن نصير غربا يسير بقوافل الفنانين و الفقهاء مع رايات المقاتلين و البؤساء…لكن المشكلة ان المعادلة هي سيف و كلمة مقابل سيف و كلمة..و في هذه المعادلة هم يعلمون ان كلمتهم اضعف..و لهذا لم يسفر غزو مثل نابليون رغم كل الفيروسات التي بثها و كل التقنية التي كان عليها على ان يحقق نصف ما حققه التوسع الاسلامي بعشر التقنية ربما..و لهذا فهم يلجؤون الى ما يمكن ان يسمى “صناعة الكلمة الأقرب” أو “تحالف الكلمة الأبعد مع الكلمة الأقرب” ..و لهذا فهم يتحالفون حتى على مستوى العقائد و الأصول..فيمولون و يتحالفون مع الكلمات الأقرب الى الكلمة الاسلامية لا اله الا الله من القاديانية و البابية و الاسماعيلية فان تمكنوا منها و احتووها دفعوا الى التحالف مع كلمة اقرب كالرافضة و غلاة المتصوفة و غلاة المقلدة ….فان تمكنوا دفعوا الى تحالف اقرب مع المعتزلة و او الخوارج او القدرية او الشيعة..و هكذا…و هذا تجده مطردا عندهم من اول عهد الغزوات البيزنطية و طوائف الأندلس مرورا بالحروب الصليبية و الاستعمارية وصولا الى تقارير الاستعمار الجديد للدول الاسلامية باسم العالم الجديد…نفس المنهج الذي استقرأه ورقة بن نوفل قديما ..و نفس تحالف الكلمة حين قالت يهود لقريش في تحالفها دينكم خير من دينه…و هذا تفسير لم يناصبون من يلتزم بالكتاب و السنة و الاجماع فقط دون غيرهما اكبر العداء و ان كان لا ينفي عداءا اقل لغيرهم و لم قال النبي صلى الله عليه و سلم الكفر ملة واحدة مع ان في هؤلاء الغربيين خير كثير و علماء و فضلاء كثر يقولون بالحق و به يعدلون..و لم امر الله تعالى قاتلوهم كافة كما يقاتلونكم كافة.. فهم يعلمون منذ القدم ان في مجال الكلمة فكلمة الله هي العليا اذ ان الله مولانا و لا مولى لهم…
و المسلمون على العكس..فلمعرفتهم بقوة كلمتهم..لا يقبلون في مدافعتهم التحالف مع الكافر بها حتى في السيف في احد القولين..فكيف في الكلمة نفسها؟؟ و لهذا لم يقبل النبي صلى الله عليه و سلم من اكابر العرب ان يدخلوا في دولته او حتى يستعين بهم مقابل ان يجعل كلمته ككلمتهم..بل حتى ان يقبل ان يشهد لكلمتهم بخير …بل حتى ان ان يتركوا كلمتهم و لا يلتزموا بكل كلمته…و هذا فعل صحابته و اتباعهم و اتباع اتباعهم..و لهذا كان صنيع المسلمين على العكس يبين لك اي القولين على الحق..من لا يفرط في قوله و لو فردت سالفته و اكلته كلاب الصحراء..و من يبيعها مقابل تحالف او اعانة قلت او كثرت…
ولهذا كان المخالفون قبل غيرهم الأكثر تيقنا بهذا …لهذا كانوا هم اجبن من ان يكتفوا بتوفير جو السلام لمقارعة الكلمة بالكلمة …و لهذا كما تراهم واقعا موافقا لقول الله انهم مسعرو الحروب و موقدوها كلما انطفأت فتنة اوقدوا غيرها..فلا ترى دولة من دول العرب و المسلمين الا و اوقدوا فيها نقظة ساخنة تجعل الدولة و القائم بها دوما تحت رحمتهم …و كل فترة لا بد ان يستحدثوا سببا او علة لكي يخرجوا للغزو ..لعلمهم باعتراف خبراءهم..ان اممهم لا تستطيع العيش دون جرب و محاربة و الا فقدت مجتمعاتها معنى للعيش الا بصناعة الأعداء و اقناع النفس بالتفوق عليهم بكلمة القوة اذ عرفوا ان لا يمكنهم التفوق بقوة الكلمة…فيكون اسقاط خيار السيف الرادع ضعفا في الرأي و قلة معرفة بالخصوم و حقيقتهم ..و اضعفه ان يظن الظان ان خيار السيف الرادع هو من حق الأفراد يفتأتون به…فهذا من ديننا معلوم البطلان و قد امر النبي صلى الله عليه و سلم اصحابه بالصبر اذ كانوا مثلنا في فترة استضعاف لا يقوون على عدوهم..و ما كان يعجزهم قتل الناس و تخريب العمارة و ترويع الآمنين الا لمعرفة النبي صلى الله عليه و سلم للفساد الأكبر المترتب على مثل هذه التصرفات الفردية ..و لكن لا يبرر هذا اسقاط خيار السيف حين تقوم الدول و تكون بنيتها الجسمانية من عقيدة و مؤسسات و اقتصاد و انتاج علم و عمل مستقلة بنفسها …يكون من الخيانة الدعوة لأن تسقط خيار السيف كما هو من الجهل ان يرشد الأفراد اليه في غيابها..و انظر الى دولهم المستقلة كيف مع توالي الدعوات منذ قرن و نيف على اسقاط خيار الحرب و السيف لم يسقطوه بل ما زالوا يهمشون من يدعو اليه لعلمهم ان المرء لا يقوم حقه بدون قوة..فكيف ان كانوا يعرفون انهم يعدمون الحق افتراهم سيتخلون عن خيارهم الوحيد؟؟
و ان لم يأت احدهم بجواب حق للوهابي الذي يتهمونه بانه صنيعة الانجليز ان يرد التهمة عليهم و يزيد من الزامهم فيقول:
سنورد من الجهة المقابلة ما يؤكد الاستنتاج المنطقي بأن مخالفه و خصمه الميرزا هو الخارج عن جماعة المسلمين و انه و طائفته و كل من انتسب اليه من ابناء الانجليز.و أكثر من هذا انهم يجيزون بل يوجبون جهاد الطلب و اعمال السيف ليس في الكفار المحاربين بل في المسلمين المدافعين عن ارضهم واستقلالهم .. ليس سبا و لا تعييرا. .بل شهادة من مدعي النبوة الميرزا نفسه..
وهو ما سيكون الجواب عن السؤال المنطقي : ان لم يكن هؤلاء ينتسبون الى جماعة المسلمين و اجماعهم فالى من ينتسبون ؟؟؟فلا أدري لم يستنكف القاديانيون العرب من مناداتهم بأبناء الانجليز الا ان كان لبقية اسلام فيهم ليس في الميرزا نفسه و فضلهم عليه ..فاعجبوا لفاضل يقلد مفضولا..
و اقول ان الخصم هو الميرزا لأنه الخصم في الحقيقة للشيخ محمد لا  افراد القاديانية..فكثيرمن افرادها ما هو الا من ضمن المغرر بهم من الملمين بكلام العرب و الذي قلنا سابقا ان امثال هذه الجماعات تكتب لهم بالعربية ما لا تكتب لغيرهم بالفارسية و الأردية لعلمها ببقية اسلام فيهم و انتشار نور الاسلام فيهم لعروبتهم…و من جهة اخرى لأن اصلا هذه الفرية قديمة من القاديانيين منذ صراعهم مع جمعيات اهل الحديث من ايام شيخ الاسلام ثناء الله الأمرتساري و محاولتهم غرس اسفين بينهم و بين بقية المسلمين فما كان من الجميع الا ان بينوا لهم عوار قولهم على مذاهبهم جميعا و بينوا ان هؤلاء لا ينتسبون الى الاسلام في شيء و انما اصل دينهم نشأ من الانجليز باعتراف نبيهم كما قلنا…
فالرجل كما صرح في كتابه براهين احمدي و كنابه تذكرة الوحي المقدس ان اصل وحيه كان باللغة الانجليزية على منوال اقرأ ما أنا بقارئ..و ان الملأ الأعلى عنده على صورة الملوك الانجليز ..و لا شك ان هذه التخيلات هي من نتيجة الهوى و الأماني بالانجليز و الذي بلا شك كان نتيجة المراق الاكتئابي الذي كان مريضا به …وهو ليس اتهاما حتى لا يتبجح اتباعه بان الأنبياء اتهموا بالجنون بل هو مرض أقر به هو نفسه و ابنه و اتباعه من القاديان في منشوراتهم…فلا غرابة اذن ان يتخذ الانجليز اولياء من دون المومنين و لا غرابة ان يقوده هذا الى مخالفة سبيل المومنين جميعا ..فالصراط المستقيم يقتضي مخالفة اهل الجحيم…و لهذا لم يكن مبالغة ان قلنا ان كل مشوار و حياة الميرزا كانت خالصة لجعل المسلمين ابناء للانجليز بدل ان يكونوا ابناء لآباءهم..فهو من كلامه نفسه يقول في تبليغ الرسالة مبينا هدفه من مخالفة اجماع المسلمين في معنى الجهاد..
إني من أول عهد عمري إلى هذا الوقت وهو قرابة ستين عاماً اشتغل في هذا الأمر المهم بلساني وقلمي لأجذب قلوب المسلمين نحو الحكومة البريطانية العظمى، كما أبذر في قلوبهم بذور الحب الصادق والصداقة المباركة، كما أبعد وأزيل من قلوب بعض الذين لا يعقلون عقيدة الجهاد الخاطئة، التي تعكر من الصفاء وتضع العقبات في سبيل العلاقات البرئية والاخلاص مع الحكومة البريطانية..
و يقول في آرية دهرم :
نحن نتحمل كل البلايا لأجل حكومتنا المحسنة وسنتحمل أيضا فى المستقبل لأنه واجب علينا أن نشكرها لاحسانها ومنتها علينا ، ولا شك نحن فداء ، بأرواحنا وأموالنا للحكومة الانكليزية ، ودوما ندعو لعلوها ومجدها سرا وعلانية…*
و بعدها في لقطة مضحكة ياتي الكثيرون من اذناب قاديان ليتهموا الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالعمالة للانجليز
و هذا نتيجته المنطقية ان كل اعداء الانجليز سيصبحون اعداءه فلن يفرق لا بين سلفي و لا بين صوفي و لا بين اشعري و لا بين شافعي و حنفي…و هذا هو الذي سعينا لاثباته في هذا الشريط على اصولهم و لحد الآن ما لم يأت القادياني بعالم مسلم يقول بقوله في مسائل الجهاد فقد اعلن كما قلنا عداوته لكل الفرق الاسلامية بلا استثناء…و لا ادري لم يتردد القاديانية في التصريح بهذا و هو قول خليفتهم الثاني في معاملة كل الفرق الاسلامية معاملة الكافر من تحريم الزواج بهم و الصلاة خلفهم و على امواتهم ..بل هذا هو قول الميرزا نفسه في التحفة حين يقول:
إن المكفرين ومن يختار طريق التكذيب قوم هالكون، فلا يستحقون أن يصلي خلفهم أحد من جماعتي، وهل يصلي الحي وراء الميت؟ فأعلموا أنه حرام عليكم قطعياً، كما أخبرني الله أن تصلوا خلف كل مكفر أو مكذب أو متردد، وليكن أمامكم منكم وإلى هذا جاءت الإشارة في حديث البخاري “أمامكم منكم” أي عندما ينزل المسيح فعليكم أن تفارقوا جميع الفرق التي تدعي الإسلام
فعليكم أن تفارقوا جميع الفرق التي تدعي الإسلام
فعليكم أن تفارقوا جميع الفرق التي تدعي الإسلام
فعليكم أن تفارقوا جميع الفرق التي تدعي الإسلام…..
بالله عليكم أليس هذا هو الذي ثبت لكل ذي عيني  ؟؟؟ مفارقة القادياني بسبب اقوال الميرزا لكل اقوال فرق المسلمين بكافة علماءهم ؟؟؟ فبعد ان كان يتهم الشيخ محمد بتكفير المسلمين اذ ائمتهم يكفرونهم …و بعد ان كان يتهم الشيخ محمد بالخروج عن جماعة المسلمين اذ ائمته يباركون هذا الخروج…فما تستنكفون من مناداتنا لكم بأبناء الانجليز لا ابناء الاسلام من كتبكم كما كان المسيح ينادي اليهود ابناء الشيطان لا ابناء الرب العلي من كتبهم ؟؟؟
لكم الحكم يا سادني و ما زلنا بانتظار ان يفند قولنا و يكفي ان لتفنيده أن ياتي بعالم واحد…واحد ايها السادة…
و نختم ببيان الثمرة العملية من كل هذا من ان هؤلاء يمنعون ما نص عليه علماء الاسلام من جهاد الطلب لنشر الاسلام …و يجوزون بل يوجبون رفع السيف و جهاد الطلب لنشر الاستعمار و قتل المسلمين …يقول ابن الغلام و خليفته في حفلة اقيمت حين دخل الانجليز الى العراق ..و ما أشبه الليلة بالبارحة…..يقول ابن الميرزا:
ان علماء المسلمين (انظر ما قال..علماء المسلمين و لم يقل علماء الوهابية او غيرهم لعلمهم بما يتجاهله المهندس هنا) يتهموننا بتعاوننا مع الانجليز و يطعنون فينا على فرحتنا و ابتهاجنابفتوحاته ..و نحن نسأل: لم لا نفرح…؟ و لم لا نسر؟ و قد قال امامنا : بأني أنا مهدي و حكومة بريطانيا سيفي..فنحن نبتهج بهذا الفتح …و نريد ان نرى لمعان هذا السيف و برقه في العراق و في الشام و في كل مكان…”
بل و يفتخر بالمشاركة الفعلية في الفتح العظيم و الذي رفع فيه مئات القاديانيين السيف في وجه المسلمين العراقيين اثناء محاربتهم في صفوف الجيش البريطاني باعتراف الخليفة الثاني و افتخاره به يقول :
ان مئات القاديانيين تجندوا في جيش الانجليز لفتح العراق و اراقوا
دماءهم في سبيله
ويقول ايضا في شرح مختصر جامع لمقاصد جهاد الطلب البريطاني عند القاديانية لو كلف مسلم ان يأتي بمثله في جهاد الطلب الاسلامي و علاقة السيبف بالدعوة ما اتى باحسن منه …
نحن نشكر الله الف مرة على فتوحات بريطانيا و انها سبب الابتهاج و السرور لأن امامنا كان يدعو لفتوحاتها و يوصي اتباعه بالدعاء لها و ايضا فتحت لنا ابواب الدعوة الى القاديانية التي كانت مسدودة من قبل ..وهذا كله لامتداد دولة بريطانيا و توسعها الى بلدان اخرى …
و يقول في خطبة الجمعة بعد ان اعدمت الحكومة الأفغانية جواسيس قاديان عملاء للحكومة البريطانية ..مبينا معنى الجهاد بين القاديانية و الاسلام مما لم يتجرأ المنهدس ان ينطق به طول هذا الشريط …
لو سكت رجالنا فى أفغانستان وما أظهروا عقيدتنا فى الجهاد لما كان عليهم شئ ولكنهم ما استطاعوا أن يكتموا حُبهم ومودتهم لحكومة بريطانيا التى حملوها من عندنا فلذلك لقوا حتفهم
بدون تعليق .
فهذا الذي غفل عنه قادة هذه الطائفة من العرب و اتباعهم بحسن نيتهم ربما ..و قديما قيل طريق النار مفروش بالنيات الحسنة ..و لهذا فان قدم كرأس فليس الا دلالة على ضعف هذه الجماعة من جهة العلم و العمل..و ان كان ظاهرا ايضا ان بعض من قادتهم العرب ليسوا من ذوي النوايا الحسنة و يبدو عليهم المعرفة الجيدة باصل المذهب القادياني بخلاف من اشرب قلبه منهم حب الميرزا فقط فيما اظهروه له مما يوافق حسنات الاسلام التي اخذها الميرزا من علماء المسلمين اصلا…اما الآخرين من العرب العالمين فهم من الخبث و قصد اصول الاسلام مباشرة لهدمها بحجج تفوق صياغتها حجج الحداثيين في المكر و قوة استهداف الأصل…مع المعرفة التامة بما يخالف اصول طائفته حتى لا يوافق على شيء يحاسب عليه …وكونهم مع ذلك فيما يظهرانه هم اعلم من الميرزا نفسه بدين الاسلام دع عنك كثيرا من الهنود و الفرس الذين استمعت الى دعوتهم ..فهؤلاء تراهم ياتون بجهالات في الأصول و الفروع للعجمة و عدم الاختلاط باصول الحديث ما يجعل انكارهم لأصول الاسلام مباشرا دون التواء…فكون هؤلاء و امثالهم اعلم ممن يرأسونهم من الهنود يطرح اكثر من علامة استفهام هو علاقتهم بهم اذ تستحيل وصف علاقة الاتباع بالايمان من فاضل لمفضول..و كما قلت سابقا نظرة بسيطة في كتب الميرزا و تفسيره و تفسير خلفاءه و خاصة التفسير الكبير للخليفة الثاني تعطيك انطباعا جازما بضآلة الحصيلة المعرفية لهذا الذين يدعون له العصمة..دع عنك الحصيلة الايمانية من معرفة مسالك النفس و اغوارها و حركة المجتمعات بحسبها..دع عنك الحصيلة العملية اللازمة من هذين في العالم الواقعي…ففي التفسير و العلم لا تجدهم يصلون في سبر اغوار الحكمة و الوحي الى ما وصل اليه متأخرو علماء عصر الانحطاط كابن عجيبة او طنطاوي جوهري و امثالهما من كثرة شقشقة الكلام و الثرثرة مع قلة الفائدة و ندرة التحقيق ..دع عنك اهل القرون المتوسطة دع عنك اهل القرون الأولى..فكيف بالأنبياء؟؟ اما في الحصيلة العملية فلا مقارنة حتى مع اصحاب الحركات في عصره و ما بعده…فلا مقارنة مع الاصلاح الشامل للشيخ محمد و الذي وسع مداه من الهند الى المغرب و لا تجد حركة علمية كحركة الشيخ القاسمي او رشيد رضا او امبر بهوبال او المعصومي او السلطان محمد و السلطان الحسن و لا حركة مقاومة من السودان و المغرب و مصر و الهند و العراق و السنيغال و نيجيريا الا و للشيخ محمد منة عليها يعرف ذلك من خالط ادبيات هذه الحركات و الجماعات…و لا مقارنة حتى بأضعف المجاهدين المسلمين ممن تصدوا للاصلاح كالشيخ جمال الدين الأفغاني على عجره و بجره..فقد كان من العلم و الاطلاع على العلوم و الذكاء و الدهاء و حسن ادارة الأمم و العوام و مداخلة السلاطين و فقه السياسة و مواجهة الاستعمار ما قد علم به قدره و كان مع تلميذه و تلميذ تلميذه من روافد الحركات المقاومة و البعث الاسلامي ..و مع ذلك ما كان نبيا و لا ادعى النبوة مع ان من ثمارهم تعرفهم…و كذلك من نشؤوا في المقاومة قد اتوا بثمار في الأمة و ابانوا عن قيادة كبرى كالشيخ عبد الكريم الخطابي الذي اتى بمعجزات في حروبه و سياساته شابت لها ولدان الدول الكبرى التي ارتمى تحت اقدامها الميرزا..و حتى كان كل قادة العالم العرب الكبار يستشيرونه بعدها و مع ذلك ما ادعى النبوة و لا ادعيت فيه..و كذلك قريب منه الشيخ عبد القادر الجزائري مع ما عيب عليه من ميله بعض القدر الى الدول الكبرى و مع ذلك ما فرط في دينه و لا عقد امته و اتى بالعجائب في ادارة الأزمات و حسن قيادة الجماعات من وراءه..و ما ذهب بهم ذلك الى ان يعدو قدرهم و يدعو ما لا ينبغي لهم…و قريب منهم الشاب الوحيد الشيخ حسن البنا و الذي لا تجد جمعية اسلامية تعمل في الميدان الاجتماعي و المدني الا و لها سبب اتصال به و بعمله …و امثالهم كثر في عهد الميرزا و الذين حققوا من الآثار الشاملة في الأمة في السياسة و العلم و تكوين الشخصية المسلمة و صراع الحضارات…ما لم يأت الميرزا ب 1 % من ثماره لمن تتبعها…بل اتى بأضعاف أضعاف ذنوبهم و جنى من البلاء على امته في غزو الهند و غزو العراق و غزو الشام ما هو معروف و مشهور يجعل اكبر نصراني و قومي عربي احسن حالا عند الأمة منه و اكرم منزلا…و لا تحسبن ان هذه الطريقة بعيدة عن كبريات ادلة النبوة …بل هي من صميم الأدلة المشار اليها في الوحي ..بل من العلماء من جزم انها طريقة الخاصة في معرفة الله و الايمان به…اذ منبعها من دليل الكمال لله سبحانه و هو من اقوى الأدلة المنصوصة في القرآن…فكان من صميم كمال حكمته سبحانه ان تكون ثمرة دعوة انبيائه اعظم الثمار و اقواها و اشملها و اعمها بالخيرات …فلم يكن الله ليترك لدعوة نبي او دعوة اتباعه ان ينعكس خيرها ضررا و حسنها اثما..و لم يكن الله ليجعل نبيا تسير دعوته في الأفاق و تبنى عليها العلوم و تشيد بها الجماعات و تستخرج بها الحريات و تطبق كل الأرض و تمحي كل ما قبلها من الاختلاط و تهيمن على ما عداها الا و كانت حقا في نفسها..و لهذا ترى اعظم الانتشار و اكبر الفاعلية و الأثر في العالم للديانات الثلاث بترتيب صحتها..و هذا من صميم المنهج القرآني في الاستدلال بل هو من صميم الكتب المقدسة الأربعة كالقول المشهور المنسوب للمسيح و الذي ارشد فيه الى طريقة معرفة الأنبياء الدجالين الكذبة : من ثمارهم تعرفهم ، هل يجني الرجال التين من العرقوب ؟؟ ، أو العنب من الشوك ؟؟ و قوله كل شجرة طيبة تطرح ثمرة طيبة و كل شجرة خبيثة تطرح ثمرة خبيثة…
فأين ثمار دعوة الميرزا و قد مات النبي الأول و جاء عصر خلفاءه الراشدين و لم نر لا الفتح الموعود في عهد المسيح و المنقول بالتواتر و الذي يكون في اقل من عقد ..و لا الفتح الاسلامي الذي لم تمض اربعون عاما حتى كان اكل امم الأرض و اقام الحضارة المنافسة و اخذ الريادة؟؟ أين نتائجها الواقعية مما صدعنا به المهندس من التقدم و الرفاه و استقلالية الشخصية و متانة النسيج الاجتماعي و قلة الفحشاء و سيادة العدالة ..؟؟ الم نر خلفها الا دمارا بريطانيا و غزوا ثقافيا و محاولة تشتيت للمسلمين و كلاما في كلام في كلام و موالاة بني صهيون و ابطالا للمنفذ الوحيد لهذه الأمة حكاما و محكومين في الابقاء على البقية الباقية من كرامتهم مع ان خصمهم يكون افراده ليل نهار على الجهاد و المجاهدة..فو الله لو كنت قوميا شيوعيا عروبيا نصرانيا ممن تحس فيهم نخوة الدفاع عن امة الاسلام على كفرهم لم انطلت علي حيل القاديانية فكيف بالمسلم الذي شرب من يد النبي صلى الله عليه و سلم الحكمة و البيان؟؟ فوالله للروافض على كثرة خيانتهم احسن ديانة من هؤلاء و اقل نزوعا الى ما فيه هلاك امتهم…و لكل هذا فلا يسير في ركب هؤلاء و لا يسلم امره لمن هو يقينا ادنى منه من عجم الهند و الفرس الا جاهل بامر الله و بأمر هذه الجماعة…او وحدوي خبيث معتقد للسفسطة مومن بواقعية المصلحة ووهمية الحق…و الحمد الله الذي ابى الا ان يدعي النبوة و يتسلق اليها كل صغير في شانه ضعيف في رأيه قليل في علمه خسيس في نفسه ان قورن بالناس لم يكن ليمتاز عن اسافلهم بشيء دع عنك افاضلهم دع عنك انبياءهم..اما غير هؤلاء من المتنبئين ممن تلمس عندهم قوة في العقل و حدة في النظر فما طمعوا فيها الا و رجعوا عنها و لم تشتهر عنهم و ما ذلك الا لرجحان عقولهم و تمييزهم انه لا يكذب فيها احد الا و اشتهر كذبه في نفسه قبل غيره و لا يصر على ادعائها في الكذب الا كل مأفون في ذهنه…
و الله تعالى اعلم و احكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق