الخميس، 25 يوليو 2013

كليل ودمن الجزء الأول

ان من عشي عن ذكر الحق في شيء,لم يزل آخذا بأعقاب الباطل شيئا بعد شيء,فأيما صاحب مقالة و متبوع ناس خطرت له الخطرة فلم يستوثق منها بشاهدين,فقد فتح باب فرقة و اختلاف لا يغلق بموته, فان الغلط ان كان في الرأس شبرا,صار في الأتباع ذراعا و في أتباع الأتباع باعا,و من لم يحط بصدق العلم ما فاض في أحشاءه من صدق الشوق والمحبة,و لم يراع أثر اجنحة الذي نهينا عن سبه في ثمرات أقواله و أفعاله,صار أمره و امر اصحابه الى ما صار اليه قيوط الفضاء و الأيل السمين 
قال الملك:
وهذا الأصل عند الملك من أركان الذمام، واقفٌ من خطراته على طرف الثمام، تمامُه هو لصيانة الحق تمامُه، وضياعه يُهلك غريقًا تغريه ثمامة، والاضطراب في معناه اضطرابٌ في كل المعاني، حتى ترى الرجل يركب رأس الذئب الطائر، لا يدري حقيقةَ المبدأ ولا كنهَ الآخِر، ولعل هذا هو معنى كسر الباب، بموتةٍ في عنق الفاروق من الأصحاب، فما حكاية قيوط الفضاء والأيل السمين؟!
قال الفيلسوف : 
زعموا ان أيلا سمينا كان له من الاخوة نصيب الظفور ..لاينفك من اخ معاون و صاحب ملاعب..و قطيعه من احسن القطعان سائمة …و سلوكه من افضلها هندسة..و انانيته من احسنها هداية…الا ان نفسه من الرفاه كانت قد ملت من ارتياد الوسط…و لم تر الا يوما ياتي من وراءه يوم مثله…و تفكر في الجديد و سأل هل من مزيد…اذ كان الأيل الكبار يقصون عليهم حين ورودهم المشرب..انهم لهدف سائرون…في رحلة صيفهم كما في شتائهم..الى مستقر لهم..فيه ينزلون ..يسمونه مرعى السلام…و كان مما يذكرونه من صفته ..انه مكان آمن سالم في السهول المنبسطة الواسعة…لا نغص فيه و لاخطر ..تتصاحب فيه الأنواع من العواشب..مع وفير ماء و كثير عشب..و لا تلقي بالا لذئب مفترس او سبع ضار…ما كان الأيل السمين ليدرك من صفته الا نعته..فقد ولد في الطريق ..وولد الطريق للطريق ينتسب..و نظر المار يكتسب…. فاشتاقت نفسه الى هذا البعيد…و اطرق متفكرا فيما لو اسرع القطيع في حدوه..و زاد من سرعة سيره.. و ما يكون ان كلمت الكبار فيه؟؟ لعلهم لم يسبق لهم فكر اليه؟؟ لكن كيف لم يسبق و هم يقودون القطيع لسنين ؟؟لعل اشتغالهم بامر القطيع و حمايته الهاهم عن التفكر في هذه النفع المبين؟؟ و من يدري..لعلي بهذا يكون لي من الذكر و القيادة نصيب رغم اني سمين..؟
كلم السمين اصحابه بعد فراغهم من اللهو و التناطح..فمال بعضهم اليه و مال عنه بعضهم…فاجمعوا أمرهم ان يكلموا قادة القطيع في الورود التالي ..
فلما كلم الأيل السهلبة اجابته بأن الطريق طويل و ان عليهم تقدير اقواتهم و السير بحسبها و ان لا احد يضمن مغبة الاسراع ..فالمنبت لا ظهرا ابقى و لا طريقا قطع…
قال السمين: فلنفحص اذن عن سبيل أوجز و أقوم..لم لا نتبع احد السبل التي تتماهى لنا بين الحين و الحين بين جلاميد الخلاء..و خاصة ان بعضها و ان كان دقيقا فانه يتصل بالسبيل العظيم..فمن يعلم؟؟ لعلنا ان اتبعناه يفضي بنا الى سبيل أوسع منه..
فأجابته الأيل:
ما دام الطريق واسعا و كافيا و آثار أقدام من سبق فيه مصدقة باتجاهه..فلا حاجة الى طريق غيره..و لو كان لسلكه غيرنا و لكان دبيب اقدام الدواب فيه يجعل كبره ظاهرا…و يكفينا من المشقة تمييز حدود الطريق الكبير بآثارها فان شئت البحث كان لك ان تنضم الى الأدلة في في تمييزها بعد ان تتأهل من بين اقرانك..خيرا من ان تفحص عن الثلج و العين باردة ..فانا لا نأمن ان اختلطت بنا الطرق ان يفضي بنا احدها الى الوادي المنحوس..
فقال : و ما الوادي المنحوس
قالوا: 
واد ذو سراب نلقاه في اول طريق الاياب برقه خلب من أمام..و من الخلف ذو ظلام … طرقه دقيقة ملأى بالتشعبات و الصخور العاليات المرهقات..و على جوانبه الكهوف الغائرات…
قال : و من أين لكم انه لا يوصل الى المطلوب ..فان كان كما تقولون في اول المطاف..فهو أدنى الى حمى السلام ..
قالوا: ما دخله قطيع الا و هلك..و لا نؤثر ما لانعرفه على ما نعرفه بآثار الأقدام البينات 
قال : وان كان خطو الأقدام باديا فمن يعلمني انه السبيل الوحيد الموصل ..ألاتفاق ولادتي فيه؟؟
فأجابته الايل و من يدريك انك لست ذو حظ عظيم؟؟
فأجاب : ان كنت ذ احظ فلم اذن انا هكذا دون اصحابي سمين؟
فأطرقت الأيل و صمتت…فضرب الأيل السمين بحافره الآرض و هاش..و بينما هو منثن ينفر عن ساحة الايل و بوشهم اذ سمع كبيرهم ينطق : لا ندري….
فزاد من خطواته و هو قائل في نفسه : هو ذاك..أنتم لا تدرون
توبي كونتيود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق