الخميس، 25 يوليو 2013

اليوم أعلن الحادي…و أدعوكم جميعا أن تلحدوا.

اليوم …فقط اليوم…فتحت هذه الثورة في أرض حكمها الفراعنة :عيني بشكل لم يسبق له مثيل في حياتي على ضرورة الالحاد…ضرورة الكفر…
اليوم مع توالي جدليات الصراعات الطبقية في مصر..و بعد طول ركون و خمود..كان موعد بصيرتي مع التقدير الواقعي لعملية الالحاد و دورها في رقي النفس و تطور صيرورة البشر و امتلاكها لقدرها بنفسها…
اليوم مع كل فرحة لانسان لا يحس من نفسه الا بمعنى الانسان بكل ما يقتضيه من كرامة…علمت الكرامة التي تنبعث من دواخل نفسك بمجرد ممارستك لفعل الالحاد و الكفر…
اليوم و مع كل انعتاق و تحرر لهذه الأمواج البشرية من أغلالها..علمت دور الالحاد و الكفر في تحرير البشر من أغلال الوهم و الخرافة
اليوم فقط و مع تيقنتت ان علي أن ألحد بكل اله..كل غيب…كل ديماغوجية …كل فرعون…كل حبر و كل راهب ..
أن ألحد بكل نفاق …ألحد بكل هلع …ألحد بكل طمع….
أن ألحد بكل الآفلين….
.
و لااومن أبدا من اليوم فصاعدا ….
من كل هذا……
الا بمن لا يأفل…و لا يغيب…
سأحاول تجديد الحادي كل يوم ما استطعت و لن اكتفي بتجديد ايماني فقط…سأحاول كل يوم اقامة مؤسسات الالحاد في نفسي تراقب كل يوم التصورات و الأحاسيس و الأقوال و الأفعال التي لا أساس لها من الثبات و الوجود الحق…كما كنت احاول دائما اقامة مؤسسات الايمان بكل التصورات و الأحاسيس و الأقوال و الأفعال التي تغذي نفسي…الحاد يراقب الفيروسات و الأمراض…كايمان يغذي و يدفع بالبروتينات….و بينهما سأحاول استخراج حريتي و كرامتي ما استطعت…
فانه و ان كان الايمان محررا لكن لا يستقيم تحريره الا بكفر و الحاد…و لا يكون اثبات الا بعد نفي…فأن يكون الأول اغلب من الثاني و أكثر تفصيلا و اكثر اهمية…لا يعني نفي الثاني و لا اغفاله و لا اسقاط أهميته…بهذا اكتسب الاسلام حيويته حتى بدا كالحياة نفسها التي تدفقت الى ميدان التحرير… من جمعه بين ما لا تتسع حويصلة الكثيرين له…
أدعو الملحدين الى هذا الالحاد ليتعرفوا على الالحاد الايجابي الذي يقدم بهم الى ساحة الابصار..و يحول شكهم الى شك فاعل لا ساكن…
و أدعو نفسي و المومنين ان شاء الله الى هذا الالحاد حتى لا يطول عليهم الأمد …فيستمرؤوا اليقين المطلق بغير من يستحقه …حتى يعود بهم شيئا فشيئا الى صف الملحدين …
اليوم أثبت لنا الشعب المصري ان بقية خصلة الالحاد بغير الله فيه ما زالت….و ان كان فيه من الدخن الشيء الكثير من النوم العميق الذي مررنا فيه قرونا…الا أن مادته لا زالت تتقد و تمنع حكم الخروج بالأغنام و تتبع القطر من اخذ صفة العموم…
و ان كان الاسلام قد أثبت خير ما في المسيحية من التسامح و رفع الأخلاق و قيمة الحب …و ان كان أثبت خير ما في اليهودية من احترام القانون و رفع الشرع و جعل الجميع سواسية امامه…و ان كان أثبت خير ما في الزرادشتية من معاينة الاختلاط و اثرها على سنن التدافع و التنافس و الانتقاء و الاختيار و الاصطفاء…و ان كان أثبت خير ما في البوذية من طريق الوسط في كل شيء….و ان كان أثبت خير ما في الصابئة من انسجام الانسان مع امه الأرض و اشجارها في طريقه الى السماء و منها الى الأرض مرة اخرى….
فكم كنت غبيا اذ ظننت قديما…و ظن غيري ربما بغفلة…ان الاسلام لم يثبت خير ما في الالحاد من البراء من كل خرافة و من كل ما يعبد و يتخذ ربا بغير حق …البراء مما يعبد مما لا يسمع و لا يبصر…البراء من امتهان النفس امام من لا يعلم كل شيء…و لا يقدر على كل شيء..أثبت أفضل ما في الالحاد من الحرية و الكرامة…التحرر من كل من انتحل مكانا لا ينبغي لغير الواحد….الكرامة امام كل نازع الجبار رداءه….لا بد من فعل الالحاد و الكفر هنا وممارسته…فلا يظنن الكافرون بالله انهم استأثروا به دوننا …فقد كفرنا بهم و بدا بيننا و بينهم العداوة و البغضاء الى ان يومنوا بالغيب الوحيد الضامن لعدم الاستعباد لبقية الغيبيات الباطلة…و المحسوسات الآفلة…و بهذا نكون ربحنا كل ما في الأديان من خير…و كل ما في الالحاد من خير كذلك…و كله مجموع في كلمة واحدة لا يستقيم فيها الايمان الا بالحاد…و لا الاثبات الا بنفي…
لا اله الا الله
فهذا طريق الالحاد الحق امامكم ايها المومنون…و هذا طريق الايمان الحق امامكم ايها الملحدون 
فتعالوا ايها الملحدون الى كلمة سواء بيننا و بينكم ان لا نعبد الا الله…و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله..
فان تولوا:….
اشهدوا انا مسلمون 
 لا شك أن ما مسته ثورة مصر و قبلها بشكل أقل ثورة تونس في قلوبنا…استخرج قيم الالحاد منها…و جعلت كل من كان في صدق مع نفسه طول هذه المدة منكرا للخرافات و الجهل و الديماغوجيات في مجتمعه و لو بقلبه…يشم رائحة الكرامة و الحرية من خلف شاشات التلفاز…دون حتى النظر الى مخلفات هذه الثورة هل ستنتهي الى خير ام شير مما يحتاج معه لعقلاء يسيرون الدفة …لكن أحسسنا بقيمة الانسان الملحد…علمنا جدوى أن تكون ملحدا ….رأينا رأي العين كيف أنه لم يقدنا الى ميدان التحرير الا ما في بذرة الالحاد من التمرد و الثورة على كل تقليد و كل عرف لا أساس له..و لا حقيقة له…و لا تأثير له على الواقع المادي اليومي المعاش و الذي ترتبط به مصائر طبقات الناس السفلى أكثر من غيرهم….
هذا الانسان الملحد المتحنث المعتزل في غار…الرافض لكل مظاهر الظلم للنفس و للناس في مجتمع طغت فيه جاهلية الأنانية و الالحاد السلبي من عبادة الأشخاص و الشخصيات من البشر …نزولا بها الى عبادة الايقونات…و انحطاطا في الآخر لعبادة الحجر و البشر مخدرين تخديرا افيونيا عن ادراك اتجار سدنة هذا الالحاد السلبي و كهنته بالعوام و الكتل و الجماعات لتزيد و تربح تجارتهم…منفرين الناس عن الالحاد بهم و الكفر بهم و بعبادتهم …و قاعدين بكل طريق امامهم للطريق الوحيدة للتحرر امامهم…من العبودية للوحيد الذي لا يخطئ و لا يظلم و لا يتحكم به و لا يلعب به و لا بأمره….سدو عليهم كل طرق الاتصال به…و ما وقفوا عليه من طريق ارسلوا عليه بلطجيتهم و عربجيهم ليقتلوا الناس عليه ..و ارسلوا عليه اعلامهم ليفسدوه او يكتموه او يلبسوا حقه بباطلهم حتى لا يميزه الناس….
هؤلاء الملحدون الايجابيون الأوائل الذي كان عامتهم من الشباب …حين ثاروا على اولئك الملحدين السلبيين…في هجرة قدر لها كما قيل: ان تغير مسار الزمان و المكان و تغير وجه العالم….و أنا الآن أتفرج على ندوة احمد منصور من نفس ميدان التحرير حول تكييف هذه الثورة حتى لا تأكل أبناءها في بيان الثورة….و الخروج بدستور يضمن استقرار الجماعة المصرية و تحركها نحو التغيير الهادئ….
ذكرني بأول بيان ثورة واول نواة دستور وضع لهذه الجماعة الأولى من الثوار الملحدين بالجاهلية و بأزلامها و بأشخاصها…و كيف لرجل أمي لم يعرف مواطن الحضارة و لا تدرب على القيادة و لا علم التاريخ و لا الاجتماع .. أن يضع بنودا تقدمية لحد الآن تثير اعجاب الكثيرين من الملحدين السلبيين…و تثير شكوكا متهورة من ملحدين سلبيين آخرين جزموا باستحالة ان يكون هذا الرجل اميا او ان يكون لم ير بل و لم يمارس الحكم في الامبراطوريات في عصره مع ان دساتير هذه الامبراطوريات ما وصلت الى هذه التقدمية في تشريعاتها الملهمة لملايين الملحدين الايجابيين لحد الآن…و هؤلاء الملحدون الايجابيون يعلمون انه الحق من ربهم…من هذا الذي لا مصلحة له كمصالح البشر لاستعباد الناس و هو الغني عنهم و هو الضمانة الوحيدة لتحررهم الكامل من بعضهم البعض….ما أكد بضربة حجر واحد صدق هذا الأمي..في رسالته كما في نفسه…كما في قوله ان القلوب تفعل ما صدقت مهما طال الوقت…و أن الانكار بالقلب -و حقيقته الحاد بالمنكر- هو ايمان…و ان كان اضعفه…
هذا نص البيان الثوري الأول للملحدين الايجابيين الشباب الأوائل…فيها الاعلان الأول الأكثر نضجا للحقوق المدنية و الحريات العامة و فيها النص على فصل السلطات و استقلال القضاء و النص على سيادة القانون و تأكيد المعاني الانسانية الكبرى لهذا القانون من العدل و الكرامة و الأمن و الحرية الشخصية و اقرار الملكية الخاصة و العامة و حدودهما و رد الاعتبار الى ارادة المومنين جميعا و جعلهم كرجل واحد و حفظ حقوق الأقليات و اعلان دعم الدولة لكل الشعوب الخارجة عنها التي تسير في نفس طريق التقوى و التحرر ..
هذه الخطوة الدقيقة و المبدعة في آن ..وحمولتها التأكيدية على هوية الدولة و طبيعتها المستقبلية من الاعتماد على القانون لا على الأشخاص..هو ما سيضمن أحد اعلى انواع ادارة الاختلافات فيما بعد مما شهدته البشرية في تاريخها ..بين الحزبين الرئيسيين الممثلين لجماعة المسلمين ..الأنصار و المهاجرين …و ان كان في طرق تفاصيل هذه الوثيقة ضعف على قواعد اهل الحديث ..لكن أصل الوثيقة صحيح مقطوع به…و تفاصيلها محتج بها اذ العمدة فيها على المتخصصين في السير و منهجهم لا على المتخصصين في علم الحديث…. أتمنى لكم ان تستمتعوا كما استمتعت:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم:
إنهم أمة واحدة من دون الناس.
المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى،كل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو الحارث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهمالأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين،وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو النُبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
وإن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل .
وأن لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه.
وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين وإن أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم.
ولا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر ولا ينصر كافراً على مؤمن.
وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم.
وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم.
وإن سلم المؤمنين واحدة،لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.
وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضاً.
وإن المؤمنين يـبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله.
وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدي وأقومه.
وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونه على مؤمن.
وإنه من اعتبط مؤمناً قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول.
وإن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه.
وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد .
وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين.
لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
وإن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف،وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف ،وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بن عوف ،وإن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف،وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
وإن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم.
وإن لبني الشُطَيبة مثل ما ليهود بني عوف.
وإن البر دون الإثم وإن موالي ثعلبة كأنفسهم.
وإن بطانة يهود كأنفسهم.
وإنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد .
وإنه لا ينحجز على نار جرح.
وإنه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته، إلا من ظُلم.
وإن الله على أبر هذا.
وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه.
وإن النصر للمظلوم.
وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
وإنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.
وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله r.,
وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره.
وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها.
وإن بينهم النصر على من دهم يثرب.
وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين على كل أناس حصتهم في جانبهم الذي قبلهم.
وإن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة.-قال ابن هشام ويقال مع البر المحسن من أهل هذه الصحيفة-.
وإن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه .
وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم،وإنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو أثم.
وإن الله جار لمن بر واتقى ومحمد رسول الله صلى الله.
و من ثمار اعلان الحادي بعد هذه الثورات و ادراك ثماره و خطر الالحاد و دوره المهم في نفسي….ادراك قدر الالحاد و الكفر و خطره في نفس النبي صلى الله عليه و سلم و سيرته و افعاله بأبي هو و امي…قدر الالحاد بالخرافات و الالحاد بمن لا يستحق العبودية و الالحاد بالتصورات و المبادئ المصطنعة و الالحاد بالأديان و العقائد الفاسدة و الالحاد بالأغلال من الظلم و الغرور و الكبر و الاستبداد و العناد و النرجسية …الالحاد بمقاومة تغيير الباطل في النفس و المجتمع و الالحاد بمقاومة الثبات على الحق في النفس و المجتمع….الالحاد بكل ما ينبع من النفس ذاتها من نوازع الانتقام و التشفي و الشخصنة و تمرير كل مصالحها تحت شعار المصلحة العامة و هي في الحقيقة منافحة عن حظ النفس…
هذا الالحاد و الكفر في نفس سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و المقارن لنفس الحاد سيدنا ابراهيم بآلهة الخرافة و برائته منها و استعبادها لتصورات بني البشر الى من اقوى المصالح الكبرى الى ادناها…و لعل هذه المقارنة من الحكمة التي اتت من جمع الصلاة عليهما صلوات ربي عليهما في الصلاة الابراهيمية خمس مرات كل يوم تذكيرا لكل مسلم بعقد الالحاد هذا في نفسه وتطهيرها من ادران الايمان الفاسد و الدين الباطل الذي لم يأذن به الله….
المثال الذي ارى فيه قوة الالحاد هذه و فاعليتها بطواغيت النفس نفسها قبل طواغيت المجتمع في نفس النبي صلى الله عليه و سلم بما لا يقدر عليه اي احد مهما تمرغ في معاني الالحاد…بل لم يقدر عليه حتى افراد الصحابة من المومنين في حينه الا من رحم ربك…يبين سمو نفس هذا الذي ارسله المولى…يبين انه فعلا مستحق بجدارة لهذا المنصب و الوظيفة من الشهادة على الناس جميعا…و هذا المثال قد يصدم كثيرا من المومنين انفسهم و يصعب عليهم تصوره واقعا قبل غيرهم من الملحدين…هذا المثال سيرى فيه كثير من المومنين صغر نفوسهم و جهلهم و ظلمهم وقلة قيامهم بالحق في نفوسهم ..فكيف بالملحدين السلبيين الشكاكين القعدة الذين لا يحسنون من العمل الا نقضه و الترغيب عنه؟؟ سيورث ذلك في المومنين يقينا بسيرة نبيهم و اعتزازا بقدوتهم و حبا لهديه و يقينا بعلو هديه على هدي عامة البشر…و سيورث ذلك في الكافرين الملحدين السلبيين فتنة الى فتنتهم و سيرون فيه سياسة لا يستطيعون الوصول اليها و سيرون فيه سخافة طعنهم في مقاصد هذا النبي صلى الله عليه و سلم و في صدقه و امانته و عفته و منها في كل سيرته و هديه و سيفحمهم كما افحم من قبله فنطق منصفوهم انهم ما عرفوا سياسة جمعت الرحمة الى الاصابة و الحزم كسياسة النبي صلى الله عليه و سلم…
هذا المثال هو مثال المؤلفة قلوبهم ……
فبعد ثورة سلمية و اجتياح ابيض لمكة عاصمة العرب…لم يقتل فيها احد و ارادها النبي و المومنون سلمية سلمية…بيضاء…سلمية مع القدرة على جعلها دما و جمرة …أمن فيها الناس و اعلى من قيمة السلام…دخل فيها من باب النصر في مكة وهو على خلاف بعض اصحابه الذين خدعهم النصر…دخل بأبي و امي منحنيا و خاضعا حتى ليكاد رأسه يلامس رحله…من كثرة تقديره للحظة السلام هذه و تقديره لارتباطها بمعنى العبودية التامة لله و التحرر من كل شيء سواه و الالحاد بكل اغلال البشر….عازيا الفضل لله وحده…لم يقل هزمت الاقطاع و لا هزمت سادة الربا و الرشوة و لم يقل انا و انا و فعلنا و فعلنا…بل الحمد لله كثيرا و لا اله الا الله وحده …هزم الأحزاب وحده…هزم الأحزاب وحده …هزم الأحزاب وحده….وحده …وحده …وحده….
رجوع تام الى المبدأ و الحاد بعبادة الأشخاص بدل عبادة رب الأشخاص …و تقديس للمبدأ بدل تقديس الشخص و عبادة الشخص بما فيها نفس النبي صلى الله عليه و سلم….
ثم لازم الالحاد هذا بطواغيت الأرض…الحرية…تتبعها السلام…فأمن الناس…اذهبوا فأنتم الطلقاء….بلا حتى محاكمة…بلا اي قصاص….لا شيء…العفو و السلام التام….من يقدر على مثل هذه الدرجة من السلام ؟؟؟ أين انتم يا مدعي الالحاد و الحرية و السلام ؟؟ تعالوا لتروا الالحاد بحق المستتبع للحرية بحق و المستتبع للسلام بحق….هؤلاء عذبوهم سنينا…قتلوهم سنينا …هدموا ديارهم سنينا …اضطهدوهم سنينا….دفع في ذلك المسلمون اغلى الأثمان من ارواحهم و اموالهم و عوائلهم و ديارهم…بما فيهم النبي صلى الله عليه و سلم الذي فقد احب الناس اليه زوجه خديجة و ابا طالب تحت الحصار الغاشم تجويعا كمخيمات النازيين؟؟؟ قتلوا احب الناس اليه حمزة و مثلوا بجسده اقبح مثلة….وقفوا الى آخر رمق في وجه الثورة…و استغلوا جميع الحيل للضغط عليهم و تصوير صورتهم امام اعلام العرب انذاك من الشعراء و الفنانين….
من يقدر الآن على سلام المسلمين ؟؟ ان يعفوا كما عفى هؤلاء بعد القدرة؟؟؟ ان يقول لمبارك و زمرته اذهبوا فأنتم الطلقاء و ضعوا فقط كل ربا و اذهبوا لا محاكمة و لا قصاص ؟؟ من يستطيع ان يقولها لبن علي ؟؟ من يستطيع ان يقولها بعد القدرة ؟؟ من يستطيع الآن ان يتغلب على دواعي الانتقام الطبيعية في البشر و يلحد بلوازمها في سبيل المصلحة العامة و انشاء دولة المبادئ بدل انشاء دولة الأشخاص؟؟؟ 
لم يستثن منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم الا من شكلوا خطرا على المبادئ نفسها…اما بادعاء تحريف دستور المسلمين و اما بادعاء النقص في نبيه من الأمانة التي اعترف بها الكافر و المومن و كانت اجماعا انسانيا…اما البقية فقد عفا عنها المسلمون كلها …و فضلوا الالحاد بما في النفس من دوافع الانتقام في سبيل تحقيق المصلحة البعيدة من الحرية و العدالة …بعيدا عن القبلية و الحرب الأهلية و ان تأكل الثورة ابناءها و يقوم الموالون للنظام السابق تحت الأحقاد الخفية و ان كانت بغير حق من الكيد للثورة نفسها و اهدافها و اشعال الثورة المضادة ….
تعتقدون ان سياسة السلام هذه انتهت عند هذا الحد؟؟؟ أنتم واهمون….بل لم يكتف هؤلاء الثوار بضرب هذا المثل الذي لم تستطعه اي ثورة لحد الآن و انا اتحدى ان توجد ثورة بهذا النضج السياسي القوي في تعاملها مع قيم السلام و الحرية و العدالة و المؤالفة بينها….لم يكتف هؤلاء الثوار حتى قاموا بما يضمن المصلحة العامة من اخماد آخر نار في العناصر المحتملة للقيام بالثورة المضادة…ليس بترك فقط رميهم في السجون دون محاكمة او حتى بمحاكمات صورية او حتى بمحاكمات عادلة …ليس فقط بترك تصفيتهم …ليس فقط بترك ارهابهم و ارهاب عوائلهم كما فعل في ثورات عدة قديما و حديثا في الغرب و الشرق من الصين الى امريكا…بل ليعرف قدر ثقافة السلام في نفوس هؤلاء الثوار و التي زرعها فيهم هذا النبي الأمي بأبي هو وامي…ليعرف قدر ثقافة السلام هذه…فقد سعى هؤلاء المسلمون لاخماد هذه النار في العناصر المحتملة للقيام بالثورة المضادة و في عوائلهم و ابنائهم و من يمكن ان يواليهم …ليس بضمان اجسادهم …بل بمحاولة ربح و ضمان قلوبهم…فأعطى النبي صلى الله عليه و سلم كبار المسؤولين في النظام البائد من اول ثمار الثورة و بركاتها…أعطى وزير الاعلام السابق سهيل بن عمرو….أعطى رئيس النظام السابق و رمزه ابا سفيان….و اعطى وزير الدفاع الحرث بن هشام …و اعطى اعقلهم ووزير الهجرة و اللاجئين و حقوق الانسان جبير بن مطعم….و غيرهم من رموز النظام البائد…
اعطاهم حتى ضمن حيادهم في وجه الثورة….اعطاهم حتى قال قائلهم ان محمدا و ثورته و دعوته كانت اكره الأشياء اليه فما زال يعطيني حتى صار محمد احب الناس الي…..و صدق رسول الله …بأبي هو و امي…فكان هؤلاء فعلا اول من بادر في مكة و المدينة الى تثبيت الناس حين قامت الثورة المضادة في حرب الردة……الردة عن السلام و عن كل مبادئ الثورة و العودة الى الدعوة الى القبائلية و الجاهلية في العصبية ….
هذا الفعل السلمي الفريد في الثورات و اتحدى ان يوجد له نظير…لم يستطع ان يصل اليه حتى بعض الصحابة…و ان كان قدرهم بعد ذلك جعلهم اول المومنين تعلما لثقافة السلام هذه….و ان الحرب ليست الا كرها و ليس لها هدف الا السلام و لا شيء جيد فيها الا انتهاؤها…و اعرف ان بعض المسلمين هنا سيعترضون علي هنا قبل الملحدين السلبيين لصعوبة هذا الالحاد الايجابي على النفس…يصعب ان توجه سلاح الالحاد الى الداخل و تكفر بكل ما يعبد من دون الله في نفسك اولا….و لهذا ساكون انا اول من اعلن الحادي و اعلن بجانبه:
اني لا أستطيع لحد الآن من نفسي ان اصل الى هذا المستوى النبوي…أريد ان اصل لكني لحد الآن لا استطيع…لحد الآن لا استطيع ان اصفح…لا استطيع بعد ان اغلب المصلحة العامة..و ان انظر الى بعيد…فنفسي كنفوس كثير منا ما زال فيها الكثير من الغوائل و ادران الجاهلية السابقة يصعب عليها ان تتحرر منها بين ليلة و ضحاها و تصل الى هذا المستوى العالي من الحرية النبوية و السلام الالهي….الحرية التي نادى بها موسى و ابراهيم و المسيح و محمد…لكن ان كتب علينا السلام كما حين يكتب علينا القتال إذا فريق منا يخشون الناس كخشية الله أو أشد….
فما اصعب تقبل لحظة السلام الحق كما هي صعبة تقبل لحظة المقاومة و القتال الحق…
لكن يكفيني لحد الآن و املي في الله كبير فيما بعدها…اني بعد ان اعلنت الحادي بشهادة ان لا اله الا الله ان اعلن الحادي باني اشهد ان محمدا رسول الله …اني اعلن يا رسول الله ان ولائي لك وحدك….و ليغضب مني كل الناس..و ان اقول كما قال الوحيد الذي فهمك من اول مرة و كان الأول في قطف ثمار الحرية و السلام فكان الأجدر ان يكون اول من يسوس الناس بنفس سياستك في السلام و الحرية و العدالة التي لم يفهمها احد منك كما فهمها :
ان كان قالها….فقد صدق
و من دلائل التربية على الالحاد بغير الله و رسوله و ثمار الكفر بما سواهما بما فيها نتائج قوى الانسان المدركة و الغير معصومة من العقل و الحدس و الكشف و الذوق….تنبيه رسول الله صلى الله عليه و سلم الى الحكمة من امر الله في المؤلفة قلوبهم -تبيينا لعلة الحكم و حكمته و هو مبحث يدل على قوة تنبه الأصوليين لمحدودية العقل الخالص في المجال التطبيقي- في اعطاءه عيينة بن حصن والأقرع بن حابس و هما من اثرياء العرب و الطبقة العليا و لم يعط جعيل بن سراقة الضمري و هو من خالصي اهل الصفة و فقراء المسلمين فقال النبي صلى الله عليه و سلم أما والذي نفس محمد بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة والأقرع ولكني تألفتهما ليسلما ووكلت جعيل ابن سراقة إلى إسلامه….و كان لهذه التربية الالحادية في من لازم رسول الله صلى الله عليه و سلم الأثر الكبير في ان يقدر جعيل المصلحة العامة و يعرف حقوقه و حقوق الجمع…
و لما لم تكن لذي الخويصرة التميمي صحبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يمسسه من نور هذه التربية على الالحاد….الالحاد بغير الله و رسوله و الرد فقط اليهما…اختلت الموازين في نفسه فاتهم ربه و رسول ربه بالظلم …و نبهه رسول الله صلى الله عليه و سلم الى الفرق…ان الرب لا يمكن ان يظلم…و ان الرسول ما دام بلغ الوحي و تأكدنا جميعا انه بلاغ رسول الله عن ربه…ما ينبغي ان يظلم ..و الا رجع هذا الطعن على العقل نفسه لأنه اصلا مقر بان العلم الالهي اعلى من علمه و ان علمه فرع عن العلم الالهي فالطعن في الأصل لا بد ان يفضي للطعن في الفرع …فتكون النتيجة ان صاحب هذا الطعن طال الزمان او قصر سيلحد بالعدل دائما في من يحكم دائما بالعدل…و سيومن بالعدل دائما فيمن لا يحكم دائما بالعدل…و سيفضي به هذا الى ديكتاتورية تقول للناس ما قال فرعون بالأمس: لا أريكم الا ما ارى فمن لم يتبع رأيي فلا رأي له و من لم يحبني و يحب رأيي فلا يستحق الحياة…فأجمل الرسول صلى الله عليه و سلم له كل هذا الكلام بقوله ويحك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون.!!! و قال انه سيخرج من ضئضئه قوم وهم الخوارج لا يقبلون اختلافا للرأي البتة و لا يرون العدل الا قولهم و رأيهم و قول كل من سواهم ظلم….و ليتم المشهد…
سنرى قوما آخرين تساءلوا بألم عن حكمة حكم الله و رسوله اذ لم يفهموها هم ايضا …لكن الفرق بينهم و بين ذي الخويصرة كان كالفرق بين سؤال الملائكة وسؤال ابليس…كان كالفرق بين سؤال ابراهيم و سؤال النمرود…كان كالفرق بين سؤال موسى و سؤال فرعون…كان كالفرق بين سؤال قوم محمد و قوم موسى…مع ان السؤال هو ذاته في حكمة افعال الله و كيفية العدل فيه…الفرق البسيط عند من شاء الكبير على من شاء…حسن الظن بالله و رسوله…انت على يقين مما علمت من عدلي و حكمي فحسن الظن بما لم تعلم و قسه به…
و اترككم مع النص وا عتذر من ايراده على طوله رغم شهرته…لكنه من اروع الأمثلة على اهمية و خطر الفعل الالحادي في النفس ودوره المهم في الرقي في نفس الانسان و لم اقرأه الا و حرك في شيئا عميقا في النفس…
لَما أَعْطَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا ، فِي قُرَيْشٍ وَفِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ…. وَجَدَ هَذَا الْحَيّ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ …. حَتّى كَثُرَتْ مِنْهُمْ الْقَالَةُ حَتّى قَالَ قَائِلُهُمْ لَقَدْ لَقِيَ وَاَللّهِ رَسُولُ اللّهِ قَوْمَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ هَذَا الْحَيّ مِنْ الْأَنْصَارِ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْك فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْت فِي هَذَا الْفَيْءِ الْعَرَبِ ، وَلَمْ يَكُ فِي هَذَا الْحَيّ مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ . قَالَ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَنَا إلّا مِنْ قَوْمِي (هذه …ألم و شعوبا و قبائل و تنافس..واقع حي و تدافع في الحق و بالحق و للحق). قَالَ فَاجْمَعْ لِي قَوْمَك فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ . قَالَ فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ الْأَنْصَارَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ . قَالَ فَجَاءَ رِجَالٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ فَدَخَلُوا ، وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدّهُمْ . فَلَمّا اجْتَمَعُوا لَهُ أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ قَدْ اجْتَمَعَ لَك هَذَا الْحَيّ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَحَمِدَ اللّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمّ قَالَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ : مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا عَلَيّ فِي أَنْفُسِكُمْ ؟ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلّالًا فَهَدَاكُمْ اللّهُ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللّهُ وَأَعْدَاءً فَأَلّفَ اللّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ قَالُوا : بَلَى ، اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنّ وَأَفْضَلُ . ثُمّ قَالَ أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ؟ قَالُوا : بِمَاذَا نُجِيبُك يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنّ وَالْفَضْلُ . قَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمَا وَاَللّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَلَصُدّقْتُمْ أَتَيْتَنَا مُكَذّبًا فَصَدّقْنَاك ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاك ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاك ، وَعَائِلًا فَآسَيْنَاك . أَوَجَدْتُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِكُمْ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدّنْيَا تَأَلّفْت بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا . وَوَكَلْتُكُمْ إلَى إسْلَامِكُمْ أَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النّاسُ بِالشّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُوا بِرَسُولِ اللّهِ إلَى رِحَالِكُمْ ؟ فَوَاَلّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْت امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ ، وَلَوْ سَلَكَ النّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ شِعْبًا ، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ . اللّهُمّ ارْحَمْ الْأَنْصَارَ ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ . وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ . قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ وَقَالُوا : رَضِينَا بِرَسُولِ اللّهِ قَسْمًا ، وَحَظّا . ثُمّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَتَفَرّقُوا….

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق